الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 556 ) مسألة : قال ( والإقامة : الله أكبر الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ) وبهذا قال الشافعي . وقال أبو حنيفة الإقامة مثل الأذان ، ويزيد الإقامة مرتين ; لحديث عبد الله بن زيد ، { أن الذي علمه الأذان أمهل هنيهة ، ثم قام فقال مثلها } . رواه أبو داود . وروى ابن محيريز ، عن أبي محذورة ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم علمه الإقامة سبع عشرة كلمة } . قال الترمذي : هذا حديث صحيح .

                                                                                                                                            وقال مالك : الإقامة عشر كلمات ، تقول : قد قامت الصلاة مرة واحدة ; لما روى أنس قال { أمر بلال أن يشفع الأذان ، ويوتر الإقامة } . متفق عليه . ولنا ، ما روى عبد الله بن عمر أنه قال { : إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين مرتين ، والإقامة مرة مرة ، إلا أنه يقول : قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة . } أخرجه النسائي . وفي حديث عبد الله بن زيد ، أنه وصف الإقامة كما ذكرنا ، رواه الإمام أحمد ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق ، بالإسناد الذي ذكرناه . وما احتجوا به من قوله : فقام فقال مثلها . فقد قال الترمذي : الصحيح مثل ما رويناه . وقال ابن خزيمة : الصحيح ما رواه محمد بن عبد الله بن زيد عن أبيه

                                                                                                                                            : " ثم استأخر غير كثير ، ثم قال مثل ما قال ، وجعلها وترا ، إلا أنه قال : قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة " . وهذه زيادة بيان يجب الأخذ بها ، وتقديم العمل بهذه الرواية المشروحة . وأما خبر أبي محذورة في تثنية الإقامة ، فإن ثبت كان الأخذ بخبر عبد الله بن زيد أولى ; لأنه أذان بلال ، وقد بينا وجوب تقديمه في الأذان ، وكذا في الإقامة ، وخبر أبي محذورة متروك بالإجماع في الترجيع في الإقامة ، ولذلك عملنا نحن وأبو حنيفة بخبره في الأذان ، وأخذ بأذانه مالك والشافعي ، وهما يريان إفراد الإقامة .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية