الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (فانقلبوا بنعمة من الله) الانقلاب: الرجوع . وفي النعمة ، ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنها الأجر ، قاله مجاهد . والثاني: العافية ، قاله السدي .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 506 ] . والثالث: الإيمان والنصر ، قاله الزجاج . وفي الفضل ، ثلاثة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: ربح التجارة ، قاله مجاهد ، والسدي ، وهذا قول من يرى أنهم خرجوا لموعد أبي سفيان . قال الزهري: لما استنفر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين لموعد أبي سفيان ببدر ، خرجوا ببضائع لهم ، وقالوا: إن لقينا أبا سفيان ، فهو الذي خرجنا إليه ، وإن لم نلقه ابتعنا ببضائعنا ، وكانت بدر متجرا يوافى كل عام ، فانطلقوا فقضوا حوائجهم ، وأخلف أبو سفيان الموعد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنهم أصابوا سرية بالصفراء ، فرزقوا منها ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: أنه الثواب ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (لم يمسسهم سوء) قال ابن عباس: لم يؤذهم أحد . (واتبعوا رضوان الله) في طلب القوم . (والله ذو فضل) أي: ذو من بدفع المشركين عن المؤمنين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية