الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      العاصمي

                                                                                      الشيخ ، العالم ، الصادق ، الأديب ، مسند بغداد في وقته ، أبو [ ص: 599 ] الحسين عاصم بن الحسن بن محمد بن علي بن عاصم بن مهران العاصمي ، البغدادي ، الكرخي ، الشاعر .

                                                                                      ولد سنة سبع وتسعين وثلاثمائة .

                                                                                      وسمع من : أبي عمر بن مهدي ، وأبي الحسين بن المتيم ، وهلال الحفار ، ومحمد بن عبد العزيز البرذعي ، وأبي الحسين بن بشران .

                                                                                      حدث عنه : أبو بكر الخطيب في كتاب " المؤتنف " ، والمؤتمن الساجي ، وأبو نصر الغازي ، وإسماعيل التيمي ، وأبو سعد البغدادي ، ووجيه الشحامي ، وهبة الله بن طاوس الدمشقي ، ونصر الله بن محمد المصيصي ، وعبد الخالق بن أحمد بن يوسف ، ومحمد بن ناصر ، وسعيد بن أحمد بن البناء ، وأحمد بن قفرجل ، وعبد الوهاب الأنماطي ، ومحمد بن عبد العزيز البيع الدينوري ، وهبة الله بن هلال الدقاق ، وأبو الفتح ابن البطي ، وخلق .

                                                                                      قال السمعاني : سألت أبا سعد البغدادي عن عاصم بن الحسن ، فقال : كان شيخا متقنا ، أديبا ، فاضلا ، كان حفاظ بغداد يكتبون عنه ، ويشهدون بصحة سماعه . وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول : ضاع الجزء الرابع من " جامع " عبد الرزاق لابن عاصم ، وكان سماعه ، قرءوه عليه بالسماع ، وضاع ، فكان بعد يرويه بالإجازة ، فلما كان قبل موته بأيام ، جاءني شجاع الذهلي وقد لقيه ، فقال : تعال حتى نسمعه . فأريناه الأصل ، فسجد لله ، وقرأناه عليه بالسماع ، وقال لي عبد [ ص: 600 ] الوهاب : كان عاصم عفيفا ، نزه النفس ، صالحا ، رقيق الشعر ، مليح الطبع ، قال لي : مرضت ، فغسلت ديوان شعري .

                                                                                      وقال أبو علي بن سكرة : كان عاصم ثقة فاضلا ، ذا شعر كثير ، وكان يكرمني ، وكان لي منه ميعاد يوم الخميس ، لو أتاه فيه الخليفة لم يمكنه .

                                                                                      وقال غيره : كان صاحب ملح ونوادر ولطف ، وكيس ونظم رائق . عمر ، ورحلوا إليه ، وكان ورعا ، خيرا ، صالحا . مات في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة ببغداد وله ست وثمانون سنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية