الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 168 ] ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون ( 92 ) nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ( 93 ) )
( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92nindex.php?page=treesubj&link=29568_28977وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) أي : القرآن كتاب مبارك أنزلناه ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92مصدق الذي بين يديه ولتنذر ) يا محمد ، قرأ أبو بكر عن عاصم " ولينذر " بالياء أي : ولينذر الكتاب ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92أم القرى ) يعني : مكة سميت أم القرى لأن الأرض دحيت من تحتها ، فهي أصل الأرض كلها كالأم أصل النسل ، وأراد أهل أم القرى ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92ومن حولها ) أي : أهل الأرض كلها شرقا وغربا ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به ) بالكتاب ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهم على صلاتهم ) يعني : الصلوات الخمس ، ( يحافظون ) يداومون ، يعني : المؤمنين .
nindex.php?page=treesubj&link=18984_29706_28977قوله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن أظلم ممن افترى ) أي : اختلق ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93على الله كذبا ) فزعم أن الله تعالى بعثه نبيا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء ) قال قتادة : نزلت في مسيلمة الكذاب الحنفي ، وكان يسجع ويتكهن ، فادعى النبوة وزعم أن الله أوحى إليه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=3502421وكان قد أرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهما : أتشهدان أن مسيلمة نبي؟ قالا : نعم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما " .
أخبرنا حسان بن سعيد المنيعي أنا أبو طاهر الزيادي أنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنا nindex.php?page=showalam&ids=12296أحمد بن يوسف السلمي أنا عبد الرزاق أنا معمر عن nindex.php?page=showalam&ids=17257همام بن منبه أنا nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=814627 " بينا أنا نائم إذ أتيت خزائن الأرض فوضع في يدي سواران من ذهب ، فكبرا علي وأهماني فأوحي إلي أن انفخهما ، فنفختهما فذهبا ، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما : صاحب صنعاء وصاحب اليمامة " أراد بصاحب صنعاء الأسود العنسي وبصاحب اليمامة مسيلمة الكذاب . . [ ص: 169 ]
قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93nindex.php?page=treesubj&link=32269_28977_18984ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) قيل : نزلت في nindex.php?page=showalam&ids=16436عبد الله بن سعد بن أبي سرح وكان قد أسلم وكان يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان إذ أملى عليه : سميعا بصيرا ، كتب عليما حكيما ، وإذا قال : عليما حكيما ، كتب : غفورا رحيما ، فلما نزلت : " nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=12ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين " ( المؤمنون ، 12 ) أملاها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فعجب عبد الله من تفصيل خلق الإنسان ، فقال : تبارك الله أحسن الخالقين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اكتبها فهكذا نزلت ، فشك عبد الله ، وقال : لئن كان محمد صادقا فقد أوحي إلي كما أوحي إليه ، فارتد عن الإسلام ولحق بالمشركين ، ثم رجع عبد الله إلى الإسلام قبل فتح مكة إذ نزل النبي صلى الله عليه وسلم بمر الظهران .
وقال ابن عباس : قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ) يريد المستهزئين ، وهو جواب لقولهم : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31لو نشاء لقلنا مثل هذا )
قوله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93ولو ترى ) يا محمد ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93إذ الظالمون في غمرات الموت ) سكراته وهي جمع غمرة ، وغمرة كل شيء : معظمه ، وأصلها : الشيء الذي [ يعم ] الأشياء فيغطيها ، ثم وضعت في موضع الشدائد والمكاره ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93والملائكة باسطو أيديهم ) بالعذاب والضرب ، يضربون وجوههم وأدبارهم ، وقيل بقبض الأرواح ، ( أخرجوا ) أي : يقولون أخرجوا ، ( أنفسكم ) أي : أرواحكم كرها ، لأن نفس المؤمن تنشط للقاء ربها ، والجواب محذوف ، يعني : لو تراهم في هذه الحال لرأيت عجبا ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93اليوم تجزون عذاب الهون ) أي : الهوان ، ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=93بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ) تتعظمون عن الإيمان بالقرآن ولا تصدقونه .