الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الآداب الشرعية والمنح المرعية

ابن مفلح - محمد بن مفلح بن محمد المقدسي

صفحة جزء
[ ص: 209 ] فصل ( فيما ورد من حمد الله والثناء عليه بعد الطعام ) والاجتماع له والتسمية قبله .

عن أبي أمامة { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع مائدته قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا } رواه البخاري قال في النهاية " في غير مكفي " أي غير مردود ولا مقلوب ، والضمير راجع إلى الطعام ، وقيل مكفي من الكفاية يعني أن الله هو المطعم والكافي وغير مطعم ولا مكفي فيكون الضمير لله . وقوله " ولا مودع " أي غير متروك الطلب إليه والرغبة فيما عنده .

وقوله " ربنا " منصوب على النداء وعلى الثاني مرفوع على الابتداء أي ربنا غير مكفي ولا مودع ، ويجوز أن يرجع الكلام إلى الحمد كأنه قال حمدا كثيرا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه أي عن الحمد .

وللبخاري { كان إذا فرغ من طعامه قال الحمد لله الذي كفانا وأروانا غير مكفي ولا مكفور } وعن أبي سعيد قال : { كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين } هذا الحديث فيه ضعف واضطراب ، وقد رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه . وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من أكل طعاما فقال : الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه } . هذا الحديث في إسناده عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم المعافري عن سهل بن معاذ ، أما أبو مرحوم فضعفه ابن معين وأبو حاتم وغيرهما وقال النسائي : أرجو أنه لا بأس به . وأما سهل فضعفه ابن معين ووثقه ابن حبان .

التالي السابق


الخدمات العلمية