الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2682 2837 - حدثنا حفص بن عمر ، حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن البراء - رضي الله عنه - قال : رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب - وقد وارى التراب بياض بطنه -وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                              لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا     فأنزل السكينة علينا
                                                                                                                                                                                                                              وثبت الأقدام إن لاقينا     إن الألى قد بغوا علينا
                                                                                                                                                                                                                              إذا أرادوا فتنة أبينا



                                                                                                                                                                                                                              [انظر : 2836 - مسلم: 1803 - فتح: 6 \ 46]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه أحاديث :

                                                                                                                                                                                                                              أحدها : حديث أنس قال : جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة ، وينقلون التراب على متونهم ويقولون :


                                                                                                                                                                                                                              نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ما بقينا أبدا



                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 469 ] والنبي - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم :


                                                                                                                                                                                                                              اللهم لا خير إلا خير الآخره فبارك في الأنصار والمهاجره



                                                                                                                                                                                                                              ثانيها : حديث البراء قال : فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينقل ويقول : "لولا أنت ما اهتدينا " .

                                                                                                                                                                                                                              ثالثها : حديث البراء أيضا : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم الأحزاب ينقل التراب -وقد وارى التراب بياض بطنه - وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                              لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
                                                                                                                                                                                                                              فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
                                                                                                                                                                                                                              إن الألى قد بغوا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا



                                                                                                                                                                                                                              الشرح :

                                                                                                                                                                                                                              حديث أنس يأتي في الخندق مطولا ، وأخرجه مسلم من طرق وكذا حديث البراء .

                                                                                                                                                                                                                              والمتون : جمع متن ، وهو مكتنف (الصلب ) من العصب واللحم ، وقولهم : (نحن الذين بايعوا محمدا على الإسلام ) هو غير موزون وإنما هو على الجهاد .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("ولولا أنت ما اهتدينا " ) كذا هو روي وهي : "تالله لولا أنت ما اهتدينا " .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : ("إن الألى . . " ) إلى آخره ; ليس يتزن هكذا روي كما روي ،

                                                                                                                                                                                                                              وإنما هو : (أن الألى هم قد بغوا علينا ) ; لأن وزنه مستفعل ، مستفعل ، فعول .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 470 ] قال الداودي : وفي رواية : "إن الأعادي بغوا علينا " وهو لا يتزن إلا بزيادة هم أو قد ، ذكره كله ابن التين .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : كما قال المهلب : امتهان الإمام نفسه في التحصين على المسلمين وما يتأسى به الناس ويقتدون به فيه شرف له وتحريض وتنشيط ، وإثارة النية والعزم على العمل في الطاعة .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية