الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إنها عليهم مؤصدة [8] خبر ( إن ) يقال: آصدت أوصد، فمن قال: أوصدت قال: موصدة، فلم يهمز. ومن قال: آصدت قال مؤصدة، وجاز أن يخفف الهمزة فيقول: موصدة، واللغتان حسنتان كثيرتان، وكذا أكدت ووكدت، وهو التأكيد والتوكيد، وكذا أرخت وورخت وهو التأريخ والتوريخ، وأكفت ووكفت وهو الإكاف والوكاف.

                                                                                                                                                                                                                                        ( في عمد ... ) [9] هكذا روي عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - وابن مسعود وزيد بن ثابت ، وهي قراءة عاصم ويحيى بن وثاب والأعمش وحمزة والكسائي .

                                                                                                                                                                                                                                        وقرأ [ ص: 290 ] المدنيون وأبو عمرو ( في عمد ) وإذا جاء الشيء على هذا الاجتماع حظر في الديانة أن يقال: إحداهما أولى من الأخرى. وأجود ما قيل: هكذا أنزل، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها شاف كاف » ولكن تلخص القراءات من العربية فيقال: عمود وعمد هكذا فعول وفعيل وفعال يجمعن على فعل، نحو كتاب وكتب ورغيف ورغف، وقد قالوا: أديم وأدم، وهذا كعمود وعمد، اسم للجميع لا جمع على الحقيقة، وكذا أفيق وأفق وإهاب وأهب ونعيم ونعم، وقال: خادم وخدم.

                                                                                                                                                                                                                                        فأما معنى ( في عمد ) فقد تكلم فيه أهل التفسير وأهل العربية، قال عطاء الخراساني : يعني عمدا من نار ممددة عليهم. وقال ابن زيد ( في عمد ممددة ) أي هم مغللون بعمد من حديد قد احترقت فصارت نارا. وقيل توصد عليهم الأبواب، أي تطبق ويقام عليها عمد من حديد ليكون ذلك أشد ليأسهم من الخروج. وقيل: ( في عمد ) أي بين عمد، كما تقول: فلان في القوم أي بينهم، وقيل: مع عمد، كما قال:


                                                                                                                                                                                                                                        587 - وهل ينعمن من كان آخر عهده ثلاثين شهرا في ثلاثة أحوال



                                                                                                                                                                                                                                        أي مع.

                                                                                                                                                                                                                                        وسمعت علي بن سليمان يقول: ( في ) على بابها، أي ثلاثين شهرا داخلة في ثلاثة أحوال.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : ومن أجل ما يروى في الآية ما يروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه – قال: أتدرون كيف أبواب النار؟ قلنا: مثل أبوابنا هذه، فقال: لا، إن بعضها فوق بعض. ( ممددة ) بالخفض نعت لعمد، وبالرفع نعت لمؤصدة، أو خبر بعد خبر.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية