الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2340 - وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أصر من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرة " . رواه الترمذي ، وأبو داود .

التالي السابق


2340 - ( وعن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أصر ) : " ما " نافية أي : ما دام على المعصية ( من استغفر ) أي : من كل سيئة ( وإن عاد ) : أي : ولو رجع إلى ذلك الذنب أو غيره ( في اليوم ) : أو الليلة ( سبعين مرة ) : ظاهره التكثير والتكرير . قال بعض علمائنا : المصر هو الذي لم يستغفر ولم يندم على الذنب ، والإصرار على الذنب إكثاره ، وقال ابن الملك : الإصرار : الثبات والدوام على المعصية ، يعني من عمل معصية ثم استغفر فندم على ذلك خرج عن كونه مصرا . وقال الطيبي : الاستغفار يرفع الذنوب ، وما ورد في الحديث من أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار ، فقد قيل : حد الإصرار أن يتكرر منه الصغيرة تكرارا . وقال ابن حجر : يحتمل أن يراد بالاستغفار التوبة ، وحينئذ فنفي الإصرار ظاهر ، وأن يراد به لفظه مع الذلة والاستصغار ، لأنه مع ذلك قد يمحو الذنب كما علم مما سبق ويشعر بقلة مبالاته كإشعار الكبيرة ، وكذا إذا اجتمعت صغائر مختلفة الأنواع بحيث يشعر مجموعها بما يشعر به أصغر الكبائر . ( رواه الترمذي وأبو داود ) .




الخدمات العلمية