الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          ( وإذا تداعيا ) أي ادعى كل من اثنين ( عينا ) أنها له ( لم تخل من أربعة أحوال ، أحدهما : أن لا تكون ) العين ( بيد أحد ولا ثم ) بفتح المثلثة ( ظاهر ) يعمل به ( ولا بينة ) لأحدهما ، وادعى كل منهما أنها كلها له ( تحالفا ) أي حلف كل منهما أنه لا حق له للآخر فيها ( وتناصفاها ) أي قسمت بينهما لاستوائهما ، وليس أحدهما بها أولى من الآخر لعدم المرجح من يد وغيرها ، ( وإن وجد ) أمر ( ظاهر ) يرجح أنها لأحدهما ( عمل به ) أي بهذا الظاهر فيحلف ويأخذها ، ( فلو تنازعا عرصة بها شجر ) لهما ( أو ) بها ( بناء لهما ) أي المتنازعين ( فهي ) أي العرصة ( لهما ) بحسب البناء والشجر ; لأن استيفاء المنفعة دليل الملك والبناء ، أو الشجر استيفاء لمنفعة العرصة واستيلاء عليها بالتصرف . ( و ) إن كان الشجر أو البناء ( لأحدهما ف ) العرصة ( له ) أي رب الشجر أو البناء وحده لما سبق ( وإن تنازعا مسناة ) أي سدا يرد ماء النهر من جانبه ( بين نهر أحدهما وأرض الآخر ) حلف كل أن نصفها له وتناصفاها ; لأنه حاجز بين ملكيهما ، ينتفع به كل منهما أشبه الحائط بين الدارين

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية