الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تنبيهان أحدهما : قوله ( والإحداد : اجتناب الزينة ، والطيب ) . فتجتنب الطيب ، ولو كان في دهن . نص عليه . كدهن الورد ، والبنفسج ، والياسمين ، والبان ، وغيره . قال في الفروع : وتترك دهنا مطيبا فقط . نص عليه . كدهن ورد . [ ص: 304 ] وفي المغني : ودهن رأس . ولعله " بان " كما صرح به في المغني . وصرح أيضا : أنه لا بأس بالادهان بالزيت ، والشيرج ، والسمن . ولم يخص غير الرأس بل أطلق . قلت : وكذا قال الشارح .

الثاني : قوله ( واجتناب الحناء والخضاب والكحل الأسود ) . مراده باجتناب الكحل الأسود : إذا لم تكن حاجة . قاله في الفروع ، وغيره وقدمه في الرعاية ، غيره . قال المصنف ، والشارح : فإن اضطرت الحادة إلى الكحل بالإثمد للتداوي فلها أن تكتحل ليلا وتمسحه نهارا . وقطعوا به . وأفتت به أم سلمة رضي الله عنها . قلت : ذلك معارض بما في الصحيحين { أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم . فقالت : يا رسول الله ، إن ابنتي توفي عنها زوجها . وقد اشتكت عينها أفنكحلها ؟ فقال : لا ، مرتين } . فيحتمل أن يكون ذلك منسوخا . ويحتمل أنه كان يمكنها التداوي ، بغيره . فمنعها منه . ويحتمل أنها لم تكن وصلت إلى الاضطرار إلى ذلك . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية