الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2458 حدثنا يحيى بن موسى حدثنا محمد بن عبيد عن أبان بن إسحق عن الصباح بن محمد عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استحيوا من الله حق الحياء قال قلنا يا رسول الله إنا نستحيي والحمد لله قال ليس ذاك ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى والبطن وما حوى ولتذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء قال أبو عيسى هذا حديث غريب إنما نعرفه من هذا الوجه من حديث أبان بن إسحق عن الصباح بن محمد

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أخبرنا محمد بن عبيد ) بن أبي أمية الطنافسي الكوفي الأحدب ، ثقة من الحادية عشرة ( عن أبان بن إسحاق ) الأسدي النحوي كوفي ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة ، من السادسة ( عن الصباح بن محمد ) بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي ضعيف أفرط فيه ابن حبان .

                                                                                                          قوله : ( استحيوا من الله حق الحياء ) أي حياء ثابتا لازما صادقا قاله المناوي ، وقيل أي اتقوا الله حق تقاته ( قلنا يا نبي الله إنا لنستحيي ) لم يقولوا حق الحياء اعترافا بالعجز عنه ( والحمد لله ) أي على توفيقنا به ( قال ليس ذاك ) أي ليس حق الحياء ما تحسبونه بل أن يحفظ جميع جوارحه عما لا يرضى ( ولكن الاستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس ) [ ص: 131 ] أي عن استعماله في غير طاعة الله بأن لا تسجد لغيره ولا تصلي للرياء ولا تخضع به لغير الله ولا ترفعه تكبرا ( وما وعى ) أي جمعه الرأس من اللسان والعين والأذن عما لا يحل استعماله ( وتحفظ البطن ) أي عن أكل الحرام ( وما حوى ) أي ما اتصل اجتماعه به من الفرج والرجلين واليدين والقلب ، فإن هذه الأعضاء متصلة بالجوف ، وحفظها بأن لا تستعملها في المعاصي بل في مرضاة الله تعالى ( وتتذكر الموت والبلى ) بكسر الباء من بلي الشيء إذا صار خلقا متفتتا يعني تتذكر صيرورتك في القبر عظاما بالبينة ( ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ) فإنهما لا يجتمعان على وجه الكمال حتى للأقوياء قاله القاري . وقال المناوي : لأنهما ضرتان فمتى أرضيت إحداهما أغضبت الأخرى ( فمن فعل ذلك ) أي جميع ما ذكر .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد والحاكم والبيهقي قال المناوي : قال الحاكم صحيح وأقره الذهبي انتهى . وفي إسناد الترمذي الصباح بن محمد وهو ضعيف كما عرفت .

                                                                                                          قال العقيلي : في حديثه وهم ويرفع الموقوف . وقال الذهبي في الميزان : رفع حديثين هما من قول عبد الله بن مسعود .




                                                                                                          الخدمات العلمية