الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              2719 2874 - حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان قال : حدثني أبو إسحاق ، عن البراء - رضي الله عنه - قال له رجل : يا أبا عمارة ، وليتم يوم حنين ؟ قال : لا ، والله ما ولى النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيهم هوازن بالنبل والنبي - صلى الله عليه وسلم - على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : "

                                                                                                                                                                                                                              أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب "

                                                                                                                                                                                                                              [انظر : 2864 - مسلم: 1776 - فتح: 6 \ 75]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق حديث عمرو بن الحارث : ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضا تركها صدقة . وقد سلف .

                                                                                                                                                                                                                              وحديث البراء : قال رجل : يا أبا عمارة ، وليتم يوم حنين ؟ قال : لا ، والله ما ولى النبي - صلى الله عليه وسلم -ولكن ولى سرعان الناس . . الحديث .

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف قريبا في باب : من قاد دابة غيره في الحرب .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 561 ] وتعليق أبي حميد أسنده في الجزية كما سيأتي .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه : جواز ركوب العلماء والأمراء الدواب والبغال ، وأن ذلك من المباح وليس من السرف ; لأن الإمام يلزمه التصرف والتعاهد لأمور رعيته والجهاد بنفسه والنظر في مصالح المسلمين ، وكذلك له أن يتخذ السلاح ، وكل ما به إليه حاجة من الآلات والقوت لأهله من الخمس .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله : (سرعان الناس ) قال ابن التين : بكسر السين وضمها .

                                                                                                                                                                                                                              قلت : ويجوز فتح السين مع فتح الراء وسكونها ، وهم الذين واجهوا العدو ، فلما ولى أولئك ضاقت عليهم الأرض .

                                                                                                                                                                                                                              و (النبل ) قال الزبيدي في "مختصر كتاب العين " : لا واحد لها من لفظها وإنما واحدها سهم .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية