الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4704 ( 167 ) حدثنا عيسى بن يونس عن عمر مولى غفرة قال ثنا إبراهيم بن محمد من ولد علي قال : كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لم يكن بالطويل الممغط ولا بالقصير المتردد ، كان ربعة من الرجال ، كان جعد الشعر ، ولم يكن بالجعد القطط ولا بالسبط ، كان جعدا رجلا ، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم ، كان في الوجه تدوير ، أبيض مشربا حمرة ، أدعج العينين ، أهدب الأشفار ، جليل المشاش والكتد ؛ أجرد ذا مسربة شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا ، بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين ، أجود الناس كفا وأجرأ الناس صدرا ، وأصدق الناس لهجة ، وأوفى الناس بذمة ، وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفة أحبه ؛ يقول ناعته : لم أر مثله قبله ولا بعده [ ص: 446 ]

                                                                                ( 168 ) حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال : كانت في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة ، وكان لا يضحك إلا تبسما ، وكنت إذا نظرت قلت : أكحل العينين وليس بأكحل .

                                                                                ( 169 ) حدثنا شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي أنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم : كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة عظيم اللحية ضخم الكراديس ، شثن الكفين والقدمين ، طويل المسربة كثير شعر الرأس ، رجلة يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر في صبب ، لا طويل ولا قصير ، لم أر مثله قبله ولا بعده .

                                                                                ( 170 ) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته ، فكان إذا ادهن ثم مشطه لم يتبين ، وكان كثير شعر اللحية ، فقال رجل : وجهه مثل السيف ، فقال : لا ، بل كان مثل الشمس والقمر مستديرا ، ورأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده .

                                                                                ( 171 ) حدثنا هوذة قال عوف عن يزيد الفارسي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس على البصرة ، قال : فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، قال : فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيت ، قلت نعم ، أنعت لك رجلا بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر في البياض ، حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر الوجه ، قد ملأت لحيته من لدن هذه إلى هذه ، وأشار بيده إلى صدغيه حتى كادت تملأ نحره ، قال عوف : ولا أدري ما كان مع هذا من النعت فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية