الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5434 ) فصل : وإذا وقعت الفرقة بإسلام أحدهما بعد ، الدخول ، فلها المهر كاملا ; لأنه استقر بالدخول ، فلم يسقط بشيء ، فإن كان مسمى صحيحا ، فهو لها ; لأن أنكحة الكفار صحيحة ، يثبت لها أحكام الصحة ، وإن كان محرما ، وقد قبضته في حال الكفر ، فليس لها غيره ; لأننا لا نتعرض لما مضى من أحكامهم ، وإن لم تقبضه ، وهو حرام ، فلها مهر مثلها ; لأن الخمر والخنزير لا يجوز أن يكون صداقا لمسلمة ، ولا في نكاح مسلم ، وقد صارت أحكامهم أحكام المسلمين

                                                                                                                                            فأما نفقة العدة ، فإن كانت هي المسلمة قبله ، فلها نفقة عدتها ; لأنه يتمكن من إبقاء نكاحها ، واستمتاعه منها ، بإسلامه معها ، فكانت لها النفقة كالرجعية ، وإن كان هو المسلم قبلها ، فلا نفقة لها عليه ; لأنه لا سبيل له إلى استبقاء نكاحها ، وتلافي حالها ، فأشبهت البائن ، وسواء أسلمت في عدتها أو لم تسلم . فإن قيل : إذا لم تسلم تبينا أن نكاحها انفسخ باختلاف الدينين ، فكيف تجب النفقة للبائن ؟ قلنا : لأنه كان يمكن الزوج تلافي نكاحها إذا أسلمت قبله ، بل يجب عليه ذلك ، فكانت في معنى الرجعية

                                                                                                                                            فإن قيل : الرجعية جرت إلى البينونة بسبب منه ، وهذه السبب منها ؟ قلنا : إلا أنه كان فرضا عليها مضيقا ، ويمكنه تلافيه ، بخلاف ما إذا أسلمت قبل الدخول ، فإنه يسقط مهرها جميعه ; لأنه ما أمكنه تلافيه .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية