الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

وأما طمأنينة الجمع إلى البقاء فمشهد شريف فاضل . وهو مشهد الكمل . فإن حضرة الجمع تعفي الآثار ، وتمحو الأغيار . وتحول بين الشاهد وبين رؤية القلب للخلق . فيرى الحق سبحانه وحده قائما بذاته . ويرى كل شيء قائما به ، متوحدا في كثرة أسمائه وأفعاله وصفاته . ولا يرى معه غيره ولا يشهده عكس حال من يشهد غيره . وليس الشأن في هذا الشهود ، فإن صاحبه في مقام الفناء . فإن لم ينتقل منه إلى مقام البقاء وإلا انقطع انقطاعا كليا . ففي هذا المقام : إن لم يطمئن إلى حصول البقاء وإلا عطل الأمر . وخلع ربقة العبودية من عنقه . فإذا اطمأن إلى البقاء طمأنينة من يعلم أنه لا بد له منه ، وإن لم يصحبه وإلا فسد وهلك - كان هذا من طمأنينة الجمع إلى البقاء . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية