الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولكل جعلنا موالي [ 33 ]

                                                                                                                                                                                                                                        إذا جاءت " كل " مفردة ؛ فلا بد من أن يكون في الكلام حذف عند جميع النحويين ، حتى إن بعضهم أجاز : " مررت بكل يا فتى " ، مثل قبل وبعد . وتقدير الحذف : ولكل أحد جعلنا موالي . وجواب آخر : أن يكون : ولكل شيء مما ترك الوالدان والأقربون جعلنا موالي ، أي وراثا ، أي أولى بالميراث . ( والذين عاقدت أيمانكم ) أي بالحلف . وقرأ حمزة : ( والذين عقدت أيمانكم ) وهي قراءة بعيدة ؛ لأن المعاقدة لا تكون إلا من اثنين فصاعدا ، فبابها فاعل . وقراءة حمزة تجوز على غموض من العربية ، يكون التقدير فيها : والذين عقدتهم أيمانكم الحلف ، وتعدى إلى مفعولين ، والتقدير : عقدت لهم أيمانكم الحلف ، ثم حذف اللام مثل : " وإذا كالوهم " أي كالوا لهم ، وحذف المفعول الأول لأنه متصل في الصلة . فآتوهم نصيبهم فيه قولان : قال الحسن وقتادة : هي منسوخة بالمواريث ، وقيل : هي منسوخة بقوله : وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وهذان واحد ، والقول الآخر أن مجاهدا قال : معناه : فآتوهم نصيبهم من النصر كما وعدتموهم أي ليست منسوخة . قال أبو جعفر : قول مجاهد أولى ؛ لأنه إذا ثبتت التلاوة لم يقع النسخ إلا بإجماع أو [ ص: 452 ] دليل . إن الله كان على كل شيء شهيدا أي قد شهد معاقدتكم إياهم ، وهو - جل وعز - يحب الوفاء .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية