الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    سورة الكافرين

                                                                                                                                                                    476 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: لا أعبد ما تعبدون إلى آخر السورة، هل هو تكرار الفائدة أم ليس بتكرار؟

                                                                                                                                                                    [ ص: 380 ] جوابه:

                                                                                                                                                                    ليس بتكرار في المعنى، فإن قوله تعالى ذلك جواب لقول أبي جهل ومن تابعه للنبي صلى الله عليه وسلم: " نشترك في عبادة إلهك وآلهتنا، اعبد آلهتنا عاما ونعبد إلهك عاما" فأخبر أن ذلك لا يكون، فقوله: لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد صريح في الآن الحاضر، فنفي المستقبل كالمسكوت عنه، فصرح بنفي ذلك أيضا فيه بقوله تعالى: ولا أنا عابد أي في المستقبل ما عبدتم أي الآن ولا أنتم عابدون في المستقبل ما أعبده في الحال والاستقبال.

                                                                                                                                                                    وهذا إعلام من الله تعالى له بعدم إيمان أولئك خاصة، كما قال تعالى لنوح عليه السلام: لن يؤمن من قومك عامة، فلا تكرار حينئذ، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم؛ [ ص: 381 ] فإن القائلين له ذلك ماتوا كفارا، ولم يؤمن أحد منهم قط. والله تعالى أعلم.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية