الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              469 [ 243 ] وفي رواية : فمن أين يكون الشبه ؟ إن ماء الرجل غليظ أبيض ، وماء المرأة رقيق أصفر . فمن أيهما علا ، أو سبق ، يكون منه الشبه .

                                                                                              رواه أحمد ( 3 \ 282 ) ، ومسلم ( 311 ) عن أم سليم .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " فمن أين يكون الشبه ") يروى بكسر الشين وسكون الباء ، وفتح الشين والباء لغتان ، كما يقال : مثل ، ومثل ، ومعنى ذلك مفسر في حديث عائشة وثوبان ، وما ذكره من صفة الماءين إنما هو في غالب الأمر واعتدال الحال ، وإلا فقد تختلف أحوالهما للعوارض .

                                                                                              و (قوله : " فمن أيهما علا أو سبق يكون منه الشبه ") أي : فمن أجل علو أو سبق أحدهما يكون الشبه . ويحتمل : أن يقال : إن " من " زائدة على قول بعض الكوفيين : إنها تزاد في الواجب بتقدير أيهما . ويحتمل أن يكون " أو " شكا من أحد الرواة . ويحتمل أن يكون تنويعا ; أي : أي نوع كان منهما ، كان منه الشبه ، كما قال الشاعر :


                                                                                              فقالوا لنا ثنتان لا بد منهما صدور رماح أشرعت أو سلاسل

                                                                                              أي : أحد النوعين لا بد منه . " وسبق " أي : بادر بالخروج ، وقد جاء في غير كتاب مسلم : " سبق إلى الرحم " . ويحتمل أن يكون بمعنى : غلب ، من قولهم : [ ص: 571 ] سابقني فلان فسبقته ; أي : غلبته ، ومنه قوله تعالى : وما نحن بمسبوقين [ الواقعة : 60 ] ; أي : مغلوبين ، فيكون معناه : يكثر .




                                                                                              الخدمات العلمية