الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة : ( فمن ترك ركنا لم يتم نسكه إلا به ، ومن ترك واجبا جبره بدم ، ومن ترك سنة فلا شيء عليه ) .

وهو كما قال : الركن لا بد منه ، وأما الواجب : فإذا تركه فعليه أن يأتي به ما لم يفت وقته إن كان مؤقتا ، كالمبيت بمزدلفة ، ومنى ورمي الجمار ، والإحرام من [ ص: 655 ] الميقات ، والوقوف بعرفة إلى الليل ، وطواف الوداع إذا خرج إلى مسافة القصر ، فإنه قد تعذر فعل هذه الواجبات فاستقر الدم .

وأما السعي : فمن قال إنه واجب فقوله مشكل ؛ لأنه لا يفوت بالتأخير ، فكيف يجزئه إخراج الدم ، وهو بدل عن الواجب مع قدرته على أداء الواجب ؟ وبعده عن البلد ليس عذرا إذا كان متمكنا من العود .

وأما الحلق أو التقصير فإن قلنا هو مؤقت بأيام منى ، فقد التحق برمي الجمار .

فإن قلنا : ليس بمؤقت ، فهو كالحلق في العمرة ، فإذا لم يكن مؤقتا بمكان أيضا ، بل يجوز في الحل والحرم ، فكيف يتصور فوات حتى يجزئ إخراج الدم عنه ؟

وأما السنن : فهي على مراتبها ، منها ما هو نسك إذا تركه يكون مسيئا .

التالي السابق


الخدمات العلمية