الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1105 185 - حدثنا أبو النعمان، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كأن بيدي قطعة أستبرق، فكأني لا أريد مكانا من الجنة إلا طارت إليه، ورأيت كأن اثنين أتياني أرادا أن يذهبا بي إلى النار، فتلقاهما ملك فقال: لم ترع خليا عنه، فقصت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم إحدى رؤياي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل، فكان عبد الله رضي الله عنه يصلي من الليل، وكانوا لا يزالون يقصون على النبي صلى الله عليه وسلم الرؤيا أنها في الليلة السابعة من العشر الأواخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرى رؤياكم قد تواطت في العشر الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها من العشر الأواخر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: " فكان عبد الله يصلي من الليل " وكانت صلاته غالبا بعد أن تعار من الليل، فهذا عين الترجمة، ورجاله قد ذكروا غير مرة، وأبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي، وأيوب هو السختياني ، والحديث أخرجه البخاري أيضا في "التعبير" عن معلى بن أسد ، عن وهيب، وأخرجه مسلم في "الفضائل" عن خلف بن هشام ، وأبي الربيع الزهراني، وأبي كامل الجحدري ، ثلاثتهم عن حماد ، وأخرجه الترمذي في "المناقب" عن أحمد بن منيع ، عن إسماعيل بن علية ، وأخرجه النسائي فيه، وفي "الرؤيا" عن محمد بن يحيى بن محمد ، عن أحمد بن عبد الله ، وعن الحارث بن عمير أربعتهم عنه به.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 216 ] قوله: " أستبرق " بفتح الهمزة، وهو الديباج الغليظ فارسي معرب.

                                                                                                                                                                                  قوله: " طارت إليه " وفي التعبير بلفظ: " إلا طارت بي إليه ".

                                                                                                                                                                                  قوله: " كأن اثنين " بكسر الهمزة وسكون الثاء المثلثة وفتح النون، ويروى " كأن آتيين " على صيغة اسم الفاعل للتثنية من الإتيان.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يذهبا بي " من الإذهاب من باب الإفعال، ويروى من الذهاب متعد بحرف الجر، والفرق بينهما أنه لا بد في الثاني من المصاحبة.

                                                                                                                                                                                  قوله: " لم ترع " مجهول مضارع الروع، أي لا يكون بك خوف.

                                                                                                                                                                                  قوله: " رؤياي " اسم جنس مضاف إلى ياء المتكلم، ويروى مثنى مضاف إليه مدغم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فكان عبد الله يصلي من الليل " كلام نافع .

                                                                                                                                                                                  قوله: " وكانوا " أي الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " إنها " أي ليلة القدر.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قد تواطت " هكذا في جميع النسخ، وأصله مهموز أي تواطأت على وزن تفاعلت، لكنه سهل، وفي أصل الدمياطي : تواطأت بالهمز، ومعناه توافقت.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فليتحرها في العشر الأواخر " هكذا رواية الكشميهني ، وفي رواية غيره: " من العشر الأواخر ".




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية