الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 8 ] فصل

قال : الدرجة الثالثة : همة تتصاعد عن الأحوال والمعاملات . وتزري بالأعواض والدرجات . وتنحو عن النعوت نحو الذات .

أي هذه الهمة أعلى من أن يتعلق صاحبها بالأحوال التي هي آثار الأعمال والواردات ، أو يتعلق بالمعاملات . وليس المراد تعطيلها . بل القيام بها مع عدم الالتفات إليها ، والتعلق بها .

ووجه صعود هذه المهمة عن هذا : ما ذكره من قوله : تزري بالأعواض والدرجات ، وتنحو عن النعوت نحو الذات ، أي صاحبها لا يقف عند عوض ولا درجة . فإن ذلك نزول من همته . ومطلبه أعلى من ذلك . فإن صاحب هذه الهمة قد قصر همته على المطلب الأعلى ، الذي لا شيء أعلى منه . والأعواض والدرجات دونه . وهو يعلم أنه إذا حصل له فهناك كل عوض ودرجة عالية .

وأما نحوها نحو الذات فيريد به : أن صاحبها لا يقتصر على شهود الأفعال والأسماء والصفات . بل الذات الجامعة لمتفرقات الأسماء والصفات والأفعال . كما تقدم . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية