الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
مسألة

في رجل قرأ القرآن وقال: هذا هدية مني للنبي صلى الله عليه وسلم، فهل يجوز هذا أم لا؟ وهل هو محتاج إلينا حتى نصلي عليه أو نسلم عليه؟

الجواب

لشيخ الإسلام تقي الدين -رضي الله عنه-

الحمد لله. لم يكن من عمل السلف أنهم يصلون ويصومون ويقرأون ويهدون للنبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك لم يكونوا يتصدقون عنه ويعتقون عنه وإن فعلوا ذلك، لأن كل ما يفعله المسلمون فله مثل أجر فعلهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، لما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، من غير أن ينقص في ذلك من أجورهم شيئا". بخلاف الأبوين، فإنه ليس كل ما يفعله الولد يكون لوالده مثله، وإن كان الأب ينتفع بعمل ولده. [ ص: 386 ]

وأما صلاتنا عليه وسلامنا عليه وطلبنا له الوسيلة فهذا دعاء فيه لنا، يثيبنا الله عليه، ويستحب هذا الدعاء في حق النبي صلى الله عليه وسلم، فيزيده الله به من فضله ويثيب عليه الداعي، ولا منة له عليه، بل لله المنة عليه، وسائر الخلق محتاجون إلى الله تعالى، والأمة محتاجون إلى ما بعث الله تعالى به نبيها صلى الله عليه وسلم، فإنما هداهم الله تعالى به. والله أعلم.

التالي السابق


الخدمات العلمية