الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2510 حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد أن مولى الزبير حدثه أن الزبير بن العوام حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بما يثبت ذاكم لكم أفشوا السلام بينكم قال أبو عيسى هذا حديث قد اختلفوا في روايته عن يحيى بن أبي كثير فروى بعضهم عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش بن الوليد عن مولى الزبير عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا فيه عن الزبير

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أن الزبير بن العوام ) بن خويلد بن أسد أبا عبد الله القرشي الأسدي ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة قتل سنة ست وثلاثين بعد منصرفه من وقعة الجمل .

                                                                                                          [ ص: 180 ] قوله : ( دب إليكم ) بفتح الدال المهملة وتشديد الموحدة ، أي سرى ومشى بخفية ( الحسد ) أي في الباطن ( والبغضاء ) أي العداوة في الظاهر ورفعهما على أنهما بيان للداء أو بدل وسميا داء لأنهما داء القلب ( وهي ) أي البغضاء وهو أقرب مبنى ومعنى أو كل واحدة منهما ( لا أقول تحلق الشعر ) أي تقطع ظاهر البدن فإنه أمر سهل ( ولكن تحلق الدين ) وضرره عظيم في الدنيا والآخرة . قال الطيبي : أي البغضاء تذهب بالدين كالموسى تذهب بالشعر وضمير المؤنث راجع إلى البغضاء كقوله تعالى : والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها وقوله تعالى : واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة ولأن البغضاء أكثر تأثيرا في ثلمة الدين وإن كانت نتيجة الحسد ( لا تدخلوا الجنة ) كذا في النسخ الحاضرة بحذف النون ، ولعل الوجه أن النهي قد يراد به النفي كعكسه المشهور عند أهل العلم قاله القاري ( ولا تؤمنوا ) أي إيمانا كاملا ( حتى تحابوا ) بحذف إحدى التاءين الفوقيتين وتشديد الموحدة ، أي يحب بعضكم بعضا ( أفلا أنبئكم بما يثبت ) من التثبيت ( ذلك ) أي التحابب ( أفشوا السلام بينكم ) أي أعلنوه وعموا به من عرفتموه وغيره ، فإنه يزيل الضغائن ويورث التحابب . والحديث في سنده مولى للزبير وهو مجهول ، وأخرجه أحمد . قال المنذري : رواه البزار بإسناد جيد والبيهقي وغيرهما .




                                                                                                          الخدمات العلمية