الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنـزل إليك وما أنـزل من قبلك ؛ يعنى به المنافقون؛ " أنهم " ؛ تنوب عن اسم الزعم؛ وخبره؛ وقوله : يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت ؛ إلى الكاهن؛ والشيطان. [ ص: 69 ] ويروى أن رجلا من المنافقين نازعه رجل من اليهود؛ فقال اليهودي : بيني وبينك أبو القاسم؛ وقال المنافق : بيني وبينك الكاهن؛ فلم يرض اليهودي بالكاهن؛ وصار إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فحكم لليهودي على المنافق؛ فقال المنافق : لا أرضى؛ بيني وبينك أبو بكر؛ فحكم أبو بكر أيضا لليهودي؛ فلم يرض المنافق؛ وقال بيني وبينك عمر؛ فصارا إلى عمر؛ فأخبره اليهودي بأن المنافق قد حكم عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ وأبو بكر؛ فلم يرض بحكمهما؛ فقال عمر للمنافق : " أكذاك؟ " ؛ قال : نعم؛ فقال عمر : " اصبرا فإن لي حاجة أدخل فأقضيها وأخرج إليكما " ؛ فدخل؛ وأخذ سيفه؛ وخرج إلى المنافق؛ فضربه بالسيف حتى قتله؛ فجاء أهله فشكوا عمر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ فسأله عن قصته؛ فقال عمر : إنه رد حكمك يا رسول الله؛ فقال رسول الله : " أنت الفاروق " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية