الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 169 ] ذكر السبب الذي من أجله لم يأخذ أبو قتادة في الابتداء سلب قتيله الذي ذكرناه

                                                                                                                          4838 - أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا عبد الواحد بن غياث قال : حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك ، أنه قال : إن هوازن جاءت يوم حنين بالشاء والإبل والغنم ، فجعلوها صفين ؛ ليكثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فالتقى المسلمون والمشركون ، فولى المسلمون مدبرين ، كما قال الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا عبد الله ورسوله ، فهزم الله المشركين ، ولم نضرب بسيف ولم نطعن برمح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ : من قتل كافرا فله سلبه ، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلا ، وأخذ أسلابهم ، فقال أبو قتادة : يا رسول الله ، إني ضربت رجلا على حبل العاتق ، وعليه درع ، فأعجلت عنه أن آخذها ، فانظر مع من هي ، فقام رجل ، فقال : يا رسول الله أنا أخذتها ، فأرضه مني وأعطنيها ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت ، فقال عمر : لا يفيئها الله على أسد من أسده ، ويعطيكها ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : صدق عمر ، ولقي أبو طلحة أم سليم ، ومعها خنجر ، فقال : يا أم سليم ما هذا معك ؟ قالت : أردت إن دنا مني بعض المشركين أن أبعج به بطنه ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله ، ألا تسمع ما تقول [ ص: 170 ] أم سليم ؟ قالت : يا رسول الله ، أقتل بها الطلقاء ، انهزموا بك ، فقال صلى الله عليه وسلم : يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية