الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 393 ] الشاشي

                                                                                      الإمام العلامة ، شيخ الشافعية ، فقيه العصر ، فخر الإسلام أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي التركي ، مصنف المستظهري في المذهب ، وغير ذلك .

                                                                                      مولده بميافارقين في سنة تسع وعشرين وأربعمائة وتفقه بها على قاضيها أبي منصور الطوسي ، والإمام محمد بن بيان الكازروني ، ثم قدم بغداد ، ولازم أبا إسحاق ، وصار معيده ، وقرأ كتاب " الشامل " على مؤلفه .

                                                                                      وروى عن الكازروني شيخه ، وعن ثابت بن أبي القاسم الخياط ، وأبي بكر الخطيب ، وهياج بن عبيد المجاور ، وعدة .

                                                                                      [ ص: 394 ] وانتهت إليه رياسة المذهب ، وتخرج به الأصحاب ببغداد ، وصنف .

                                                                                      وكتابه " الحلية " فيه اختلاف العلماء ، وهو الكتاب الملقب بالمستظهري ، لأنه صنفه للخليفة المستظهر بالله وولي تدريس النظامية بعد الغزالي وصرف ، ثم وليها بعد إلكيا الهراسي سنة أربع وخمسمائة ، ودرس أيضا بمدرسة تاج الملك وزير السلطان ملكشاه .

                                                                                      حدث عنه : أبو المعمر الأزجي ، وعلي بن أحمد اليزدي ، وأبو بكر بن النقور ، وأبو طاهر السلفي ، وفخر النساء شهدة .

                                                                                      مات في شوال سنة سبع وخمسمائة ودفن إلى جنب شيخه أبي إسحاق الشيرازي ، وقيل : دفن معه .

                                                                                      وقع لي من حديثه .

                                                                                      قال أبو القاسم يوسف الزنجاني : كان أبو بكر الشاشي يتفقه معنا ، وكان يسمى الجنيد لدينه وورعه وزهده ، رحمه الله تعالى .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية