الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2540 حدثنا أبو كريب حدثنا رشدين بن سعد عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وفرش مرفوعة قال ارتفاعها لكما بين السماء والأرض مسيرة خمس مائة سنة قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث رشدين بن سعد وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث إن معناه الفرش في الدرجات وبين الدرجات كما بين السماء والأرض

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( قال ) أي النبي -صلى الله عليه وسلم- ( ارتفاعها ) أي ارتفاع فرش الجنة ، وقيل : ارتفاع الدرجة التي فرشت للفرش المرفوعة فيها وهو مبتدأ وخبره لكما بين السماء والأرض . ( مسيرة خمسمائة عام ) بدل مما قبله أو بيان له . والمعنى أن ارتفاع الفرش المفروشة في الجنة مثل مسافة ما بين السماء والأرض أي مسافة خمسمائة عام . وروى الترمذي هذا الحديث بهذا الإسناد في تفسير سورة الواقعة ولفظه : ارتفاعها كما بين السماء والأرض ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام ، ومعناه ظاهر أي ارتفاع الفرش المفروشة في الجنة مثل مسيرة ما بين السماء والأرض ، ومسيرة ما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام ، فارتفاع الفرش المفروشة في الجنة مسيرة خمسمائة عام ، فمعنى اللفظ الذي ذكره هنا واللفظ الذي ذكره في التفسير واحد ( هذا حديث غريب ) وأخرجه أحمد والنسائي وابن أبي الدنيا .

                                                                                                          قال المنذري : ورواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما من حديث ابن وهب أيضا عن عمرو بن الحارث عن دراج انتهى ( وقال بعض أهل العلم في تفسير هذا الحديث معناه أن الفرش في [ ص: 210 ] الدرجات وبين الدرجات كما بين السماء والأرض ) هذا المعنى موافق للمعنى الثاني الذي ذكرناه ، أي ارتفاع الدرجة التي فرشت الفرش المرفوعة فيها . وقال التوربشتي : قول من قال المراد منه ارتفاع الفرش المرفوعة في الدرجات وما بين كل درجتين من الدرجات كما بين السماء والأرض هذا القول أوثق وذلك لما في الحديث : أن للجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض انتهى .




                                                                                                          الخدمات العلمية