الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5630 ) فصل : وإذا أبرأت المفوضة من المهر ، صح قبل الدخول وبعده ، وسواء في ذلك مفوضة البضع ومفوضة المهر . وكذلك من سمي لها مهر فاسد كالخمر والمجهول ; لأن المهر واجب في هذه المواضع ، وإنما جهل قدره ، والبراءة من المجهول صحيحة ; لأنها إسقاط ، فصحت في المجهول كالطلاق . وقال الشافعي : لا تصح البراءة في شيء من هذا ; لأن المفوضة لم يجب لها مهر ، فلا يصح الإبراء مما لم يجب ، وغيرها مهرها مجهول ، والبراءة من المجهول لا تصح ، إلا أن تقول : أبرأتك من درهم إلى ألف . فيبرأ من مهرها إذا كان دون الألف .

                                                                                                                                            وقد دللنا على وجوبه فيما مضى ، فيصح الإبراء منه ، كما لو قالت : أبرأتك من درهم إلى ألف . وإذا أبرأت المفوضة ، ثم طلقت قبل الدخول ، فإن قلنا : لا يرجع إلى المسمى لها . لم يرجع هاهنا ، وإن قلنا : يرجع ثم . احتمل أن لا يرجع هاهنا ; لأن المهر كله سقط بالطلاق ، ووجبت المتعة بالطلاق ابتداء .

                                                                                                                                            ويحتمل أن يرجع ; لأنه عاد إليه مهرها بسبب غير الطلاق . وبكم يرجع ؟ يحتمل أن يرجع بنصف مهر المثل ; لأنه الذي وجب بالعقد ، فهو كنصف المفروض ، ويحتمل أن يرجع بنصف المتعة ; لأنها التي تجب بالطلاق ، فأشبهت المسمى .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية