الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4704 2427 - (4718) - (2 \ 21) عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المؤمن يأكل في معى واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء ".

التالي السابق


* قوله: "في معى": - بكسر الميم والقصر - : جمعه أمعاء؛ كعنب وأعناب، وهي المصارين.

قالوا: هي سبعة، ولا ثامن لها، والمعنى: أن شأن المؤمن التقلل في الأكل؛ لاشتغاله بأسباب العبادة، وعلمه أن قصد الشرع من الأكل سد الجوع، [ ص: 36 ] والعون على العبادة، والخشية من الحساب، والكافر بخلاف ذلك، وهذا أحسن ما قيل في تأويل الحديث.

والأقرب الأشبه بمورد الحديث: أن المؤمن بسبب ذكر الله وبركة الإيمان يبارك في قليله، فيكفيه، بخلاف الكافر، وذلك لأن مورده ما رواه الترمذي عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فحلبت، فشربه، ثم أخرى، إلى سبع شياه، ثم أصبح من الغد فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة، فشرب حلابها، ثم بأخرى فلم يستتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن يشرب في معى واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء" قال: هذا حديث حسن غريب.

وعلى المعنيين لا يرد أن بعض المؤمنين يأكلون أكثر مما يأكله بعض الكفرة، أما على الأول، فلأن المراد شأن المؤمن ذلك، وبعضهم يترك ما كان شأنه.

وأما على الثاني، فلأن المؤمن الذي يأكل الكثير، لو لم يكن مؤمنا، لاحتمل أنه يأكل أكثر منه.

* * *




الخدمات العلمية