الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2550 حدثنا أحمد بن منيع وهناد قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا عبد الرحمن بن إسحق عن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لسوقا ما فيها شراء ولا بيع إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها قال أبو عيسى هذا حديث غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق ) أبو شيبة الكوفي ( عن النعمان بن سعد ) الأنصاري الكوفي . قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمته : روى عن علي وغيره وعنه ابن أخته أبو شيبة عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي ولم يرو عنه غيره فيما قال أبو حاتم ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( إن في الجنة لسوقا ) أي مجتمعا ( ما فيها ) أي ليس في تلك السوق ( شرى ) بالكسر والقصر ، أي اشتراء ( ولا بيع ) والمعنى ليس فيها تجارة ( إلا الصور ) بالنصب والرفع أي التماثيل المختلفة ( فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها ) أي تشكل بها . قال القاري في المرقاة : قال الطيبي : الاستثناء منقطع ويجوز أن يكون متصلا بأن يجعل تبديل الهيئات من جنس البيع والشرى كقوله تعالى : يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم يعني على وجه وإلا فالمعتمد أن استثناءه منقطع ثم قيل يحتمل الحديث معنيين : أحدهما : أن يكون معناه عرض الصور المستحسنة عليه ، فإذا اشتهى وتمنى تلك الصورة المعروضة عليه صوره الله سبحانه بشكل تلك الصورة بقدرته ، وثانيهما : أن المراد من الصورة الزينة التي يتزين الشخص بها في تلك السوق ويتلبس بها ويختار لنفسه من الحلي والحلل والتاج ، يقال لفلان صورة حسنة ، أي هيئة [ ص: 224 ] مليحة ، يعني فإذا رغب في شيء منها أعطيه ، ويكون المراد من الدخول فيها التزين بها ، وعلى كلا المعنيين التغير في الصفة لا في الذات . قال الطيبي : ويمكن أن يجمع بينهما ليوافق حديث أنس : فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا ، الحديث .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث غريب ) في سنده عبد الرحمن بن إسحاق أبو شيبة وهو ضعيف ، والحديث أخرجه أيضا ابن أبي الدنيا .




                                                                                                          الخدمات العلمية