الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فلا وربك لا يؤمنون ؛ يعنى به المنافقون؛ حتى يحكموك فيما شجر بينهم ؛ أي : فيما وقع من الاختلاف بينهم؛ ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ؛ أي : لا تضيق صدورهم من قضيتيك؛ ويسلموا تسليما ؛ [ ص: 71 ] أي : يسلمون لما يأتي به من حكمك؛ لا يعارضونه بشيء؛ و " تسليما " ؛ مصدر مؤكد؛ والمصادر المؤكدة بمنزلة ذكر الفعل ثانيا؛ كأنك إذا قلت " سلمت تسليما " ؛ فقد قلت : " سلمت سلمت " ؛ وحق التوكيد أن يكون محققا لما تذكره في صدر كلامك؛ فإذا قلت : " ضربت ضربا " ؛ فكأنك قلت : " أحدثت ضربا أحقه ولا أشك فيه " ؛ وكذلك " ويسلموا تسليما " ؛ أي : يسلمون لحكمك تسليما؛ لا يدخلون على أنفسهم فيه شكا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية