الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2555 حدثنا سويد بن نصر أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون لبيك ربنا وسعديك فيقول هل رضيتم فيقولون ما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول أنا أعطيكم أفضل من ذلك قالوا أي شيء أفضل من ذلك قال أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم أبدا قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( فيقولون لبيك ربنا ) أي يا ربنا وتقدم تفسير لبيك وسعديك في باب التلبية من أبواب الحج ( فيقول هل رضيتم ) أي عن ربكم ( فيقولون ما لنا لا نرضى ) الاستفهام للتقرير . والمعنى أي شيء مانع لنا من أن لا نرضى عنك ( وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ) الجملة حالية ( أنا أعطيكم ) وفي رواية للبخاري : فأنا أعطيكم وفي أخرى له : ألا أعطيكم ( أفضل من ذلك ) أي من عطائكم هذا ( وأي شيء أفضل من ذلك ) أي من عطائك هذا ( أحل ) بضم الهمزة وكسر الحاء المهملة أي أنزل ( رضواني ) بكسر الراء ويضم أي دوام رضواني فإنه لا يلزم من كثرة العطاء دوام الرضا ولذا قال ( فلا أسخط ) بفتح الخاء المعجمة أي لا أغضب ; قال [ ص: 230 ] الطيبي : الحديث مأخوذ من قوله تعالى : وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر وقال الحافظ : فيه تلميح بقوله تعالى : ورضوان من الله أكبر لأن رضاه سبب كل فوز وسعادة وكل من علم أن سيده راض عنه كان أقر لعينه وأطيب لقلبه من كل نعيم لما في ذلك من التعظيم والتكريم . وفي هذا الحديث أن النعيم الذي حصل لأهل الجنة لا مزيد عليه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان .




                                                                                                          الخدمات العلمية