الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 260 ] الخاتمة - نسأل الله تعالى حسنها - في الكلام على كلمة «تأمنا». كلمة «تأمنا» جاءت في سورة سيدنا يوسف - على نبينا سيدنا محمد وعليه أفضل الصلاة والسلام - في قوله تعالى: ما لك لا تأمنا على يوسف [يوسف: 11] والأصل فيها "تأمننا" على وزن "تضمننا" بنونين مظهرتين، الأولى مرفوعة وهي لام الفعل، والثانية مفتوحة وهي نون المتكلم، وقد أجمعت المصاحف على كتابتها بنون واحدة على خلاف الأصل.

والحكم فيها متعلق بالإدغام الكبير الذي تركنا ذكره هنا؛ طلبا للاختصار، ولعدم تعلقه برواية حفص ، ولما كان الحكم فيها متفق عليه بين جمهور القراء - والذين منهم حفص عاصم - كان من الواجب ذكر ما فيها من أحكام التلاوة، ووفاء بما وعدنا به من الكلام عليها في باب المثلين، نقول وبالله التوفيق:

يجوز في هذه الكلمة لحفص عن عاصم كغيره من الأئمة العشرة - باستثناء الإمام أبي جعفر - وجهان صحيحان مقروء بهما.

الأول: إدغام النون الأولى في الثانية مع الإشمام.

الثاني: الاختلاس، أي اختلاس ضمة النون الأولى، وحينئذ يمتنع إدغام [ ص: 261 ] النون الأولى في الثانية مطلقا؛ لتعذر الإتيان به؛ لأن من شرط الإدغام تسكين المدغم، وهو هنا النون الأولى، وهي لا تزال متحركة - وإن كانت حركتها غير كاملة بسبب اختلاسها - فلا تكون مدغمة والحالة هذه.

هذا، ووجه الاختلاس وكذلك وجه الإشمام لا يحكمان إلا بالمشافهة والسماع من أفواه الشيوخ المحققين الآخذين ذلك عن شيوخهم.

ووجه الاختلاس هو المقدم في الأداء، والله تعالى أعلى وأعلم وأعز وأكرم.

[ ص: 262 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية