الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 252 ] الثالث : قيل : لم يذكر الله تعالى امرأة في القرآن وسماها باسمها إلا " مريم بنت عمران " ; فإنه ذكر اسمها في نحو ثلاثين موضعا ; لحكمة ذكرها بعض الأشياخ ، قال : إن الملوك والأشراف لا يذكرون حرائرهم في ملأ ، ولا يبتذلون أسماءهن ، بل يكنون عن الزوجة بالعرس والعيال والأهل ونحوه ، فإذا ذكروا الإماء لم يكنوا عنهن ، ولم يصونوا أسماءهن عن الذكر والتصريح بها ، فلما قالت النصارى في مريم وفي ابنها ما قالت ، صرح الله تعالى باسمها ، ولم يكن عنها ; تأكيدا للأموة والعبودية التي هي صفة لها ، وإجراء للكلام على عادة العرب في ذكر أبنائها ، ومع هذا فإن عيسى لا أب له ، واعتقاد هذا واجب ، فإذا تكرر ذكره منسوبا إلى الأم استشعرت القلوب ما يجب عليها اعتقاده من نفي الأب عنه ، وتنزيه الأم الطاهرة عن مقالة اليهود ، لعنهم الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية