الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وحسن أولئك رفيقا ؛ يعني النبيين؛ لأنه قال : ومن يطع الله والرسول فأولئك ؛ أي : المطيعون؛ مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ؛ أي : الأنبياء ومن معهم حسنوا رفيقا؛ و " رفيقا " ؛ منصوب على التمييز؛ ينوب عن " رفقاء " ؛ وقال بعضهم : لا ينوب الواحد عن الجماعة إلا أن يكون من أسماء الفاعلين؛ فلو كان " حسن القوم رجلا " ؛ لم يجز عنده؛ ولا فرق بين " رفيق " ؛ و " رجل " ؛ في هذا المعنى؛ لأن الواحد في [ ص: 74 ] التمييز ينوب عن الجماعة؛ وكذلك في المواضع التي لا تكون إلا جماعة؛ نحو قولك : " هو أحسن فتى وأجمله " ؛ المعنى : هو أحسن الفتيان وأجملهم؛ وإذا كان الموضع الذي لا يلبس ذكر الواحد فيه؛ فهو ينبئ عن الجماعة؛ كقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        بها جيف الحسرى فأما عظامها ... فبيض وأما جلدها فصليب



                                                                                                                                                                                                                                        وقال الآخر :


                                                                                                                                                                                                                                        في حلقكم عظم وقد شجينا



                                                                                                                                                                                                                                        يريد : في حلوقكم عظام؛ ولو قلت : " حسن القوم مجاهدا في سبيل الله " ؛ و " حسن القوم رجلا " ؛ كان واحدا؛ وقوله : وكفى بالله عليما ؛ معناه : كفى الله عليما؛ والباء مؤكدة؛ المعنى : اكتفوا بالله عليما.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية