الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
قال : ( رجل صلى العشاء فسها فيها فقرأ آية التلاوة ولم يسجدها وترك سجدة من كل ركعة ساهيا ثم سلم ، فإن كان ناسيا للكل لم تفسد صلاته ) ; لأن هذا سلام السهو ( وإن كان ذاكرا للصلاتية حين سلم فصلاته فاسدة ) ; لأنه سلام عمد ( وإن كان ذاكرا لسجدة التلاوة ناسيا للصلاتية فصلاته فاسدة ) أيضا ، وروى أصحاب الإملاء عن أبي يوسف رحمه الله تعالى أنه لا تفسد صلاته ، ووجهه أن سجدة التلاوة من الواجبات دون الأركان فسلامه فيما هو ركن سلام ، وذلك لا يفسد الصلاة ، ووجه ظاهر الرواية أنه سلم وهو ذاكر لواجب يؤدى قبل السلام فكان سلامه قطعا لصلاته ، وإنما قطعها قبل إتمام أركانها ، ولأنا لو لم تفسد صلاته حتى يأتي بالصلاتية لزمنا أن نقول يأتي بسجدة التلاوة أيضا لبقاء التحريمة ، ولا وجه إلى ذلك فقد سلم وهو ذاكر [ ص: 234 ] للتلاوة فكان قطعا في حقه ، وقراءة التشهد الأخير في هذا الحكم كسجدة التلاوة ; لأنه واجب ليس بركن .

التالي السابق


الخدمات العلمية