الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( أو أمر المسلم ببيع خمر أو خنزير أو شرائهما ) أي وكل المسلم ( ذميا أو ) أمر ( المحرم غيره ) أي غير المحرم ( ببيع صيده ) يعني صح ذلك عند الإمام مع أشد كراهة كما صح ما مر ; لأن العاقد يتصرف بأهليته وانتقال الملك إلى الآمر أمر حكمي .

وقالا : لا يصح ، وهو الأظهر شرنبلالية عن البرهان

التالي السابق


( قوله أو أمر المسلم إلخ ) عطف على كفل من قوله كما لو كفل ط ( قوله ببيع خمر أو خنزير ) أي مملوكين له بأن أسلم عليهما ومات قبل أن يزيلهما وله وارث مسلم فيرثهما فتح ( قوله يعني صح ذلك ) أي التوكيل وبيع الوكيل وشراؤه بحر ( قوله مع أشد كراهة ) أي مع كراهة التحريم ، فيجب عليه أن يخلل الخمر أو يريقها ويسيب الخنزير ، ولو وكله ببيعهما يجب عليه أن يتصدق بثمنهما نهر وغيره ، وانظر لم يقولوا ويقتل الخنزير مع أن تسييب السوائب لا يحل ( قوله كما صح ما مر ) وهو المعطوف عليه منح أي الكفالة وإسقاط الأجل . وأفاد بهذا أن قوله أو أمر معطوف على قوله كفل لئلا يتوهم عطفه على ما لا يصح وهو البيع إلى النيروز ( قوله ; لأن العاقد إلخ ) أي أن الوكيل في البيع يتصرف بأهلية نفسه ، حتى لا يلزمه أن يضيف العقد إلى الموكل ، وترجع حقوق العقد إليه وهو أهل لبيع الخمر وشرائها شرعا فلا مانع شرعا من توكله فتح ( قوله أمر حكمي ) أي يحكم الشرع بانتقال ما ثبت للوكيل من الملك إليه فيثبت له كثبوت الملك الجبري له بموت مورثه ( قوله وقالا : لا يصح ) أي يبطل كما في البرهان ( قوله وهو الأظهر ) لعل وجهه ما قاله في الفتح من أن حكم هذه الوكالة في البيع أن لا ينتفع بالثمن ، وفي الشراء أن يسيب الخنزير ويخلل الخمر أو يريقها فبقي تصرفا بلا فائدة فلا يشرع مع كونه مكروها تحريما فأي فائدة في الصحة ؟ وأجاب في النهر بأنا لا نسلم عدم المشروعية ; لأن عدم طيب الثمن لا يستلزم عدم الصحة كما في شعر الخنزير إذا لم يوجد مباح الأصل جاز بيعه وإن لم يطب ثمنه ; وأما في الشراء فله فائدة في الجملة وهي تخليل الخمر . ا هـ وتأمل ذلك مع ما قدمناه عند قوله وشعر الخنزير إلخ .




الخدمات العلمية