الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما عقده باللفظ المستقبل ، فمثاله : أن بذل الولي أن يقول : أزوجك بنتي ، فيقول الزوج : أتزوجها ، فلا يصح العقد بقول الولي ولا بقول الزوج : لأن قول كل واحد منهما وعد بالعقد وليس بعقد ، ولو كان الزوج قال : قد تزوجتها ، صار قوله طلبا ، وإن كان قول الولي وعدا ، فإن عاد الولي فقال : قد زوجتكها صح العقد بالطلب والإيجاب . ولوبدأ الزوج فقال للولي : أتزوج بنتك ، فقال الولي : أزوجكها لم يصح العقد بقول واحد منهما : لأن قول كل واحد منهما وعد بالعقد ، وليس بعقد ، ولو كان الولي قال : قد زوجتكها ، صار قوله بذلا ، فإن عاد الزوج فقال : قد قبلت تزويجها ، صح العقد بالبذل والقبول ، وهكذا إن دخل على اللفظ المستقبل حرف الاستفهام ، فقال الولي : أأزوجك بنتي ؟ أو قال : أأتزوج بنتك ؟ لم يصح العقد بواحد من اللفظين : لأنه استفهام للوعد ، فكان أضعف من مجرد الوعد ، فإن تعقبه من أحدهما ما يكون بذلا أو طلبا روعي في مقابلة الطلب الإيجاب ، وفي مقابلة البذل القبول .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية