الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( والذين هم لفروجهم حافظون ( 29 ) إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ( 30 ) فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ( 31 ) )

يقول تعالى ذكره : ( والذين هم لفروجهم حافظون ) يعني : أقبالهم حافظون عن كل ما حرم الله عليهم وضعها فيه ، ( إلا ) أنهم غير ملومين في ترك حفظها ، ( على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم ) من إمائهم . وقيل : ( لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم ) ولم يتقدم ذلك جحد لدلالة قوله : ( فإنهم غير ملومين ) ، على أن في الكلام معنى جحد ، وذلك كقول القائل : اعمل ما بدا لك إلا على ارتكاب المعصية ، فإنك معاقب عليه ، ومعناه : اعمل ما بدا لك إلا أنك معاقب على ارتكاب المعصية .

قوله : ( فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ) فمن التمس لفرجه منكحا سوى زوجته أو ملك يمينه ، ففاعلو ذلك هم العادون ، الذين عدوا ما أحل الله لهم إلى ما حرم عليهم ، فهم الملومون .

التالي السابق


الخدمات العلمية