الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                4961 ( 2 ) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال : كان سعد قد اشتكى قرحة في رجله يومئذ ، فلم يخرج إلى القتال ، قال : فكانت من الناس انكشافة ، قال : فقالت امرأة سعد وكانت قبله تحت المثنى بن حارثة الشيباني : لا مثنى للخيل ، فلطمها سعد فقالت : جبنا وغيرة ، قال : ثم هزمناهم .

                                                                                ( 3 ) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن قيس أن امرأة سعد كان يقال لها سلمى بنت خصفة امرأة رجل من بني شيبان يقال له المثنى بن الحارثة وأنها ذكرت شيئا من أمر مثنى فلطمها سعد فقالت : جبن وغيرة .

                                                                                ( 4 ) حدثنا أبو معاوية عن عمرو بن مهاجر عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه قال : أتي سعد بأبي محجن يوم القادسية وقد شرب الخمر فأمر به إلا القيد ، قال : وكان بسعد جراحة ، فلم يخرج يومئذ إلى الناس قال : فصعدوا به فوق العذيب لينظر إلى الناس ، قال : واستعمل على الخيلخالد بن عرفطة ، فلما التقى الناس قال أبو محجن : كفى حزنا أن تردى الخيل بالقنا وأترك مشدودا علي وثاقيا فقال لابنة خصفة امرأة سعد أطلقيني ولك علي إن سلمني الله أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد ، وإن قتلت استرحتم ، قال : فحلته حين التقى الناس ، قال : فوثب على فرس لسعد يقال لها : البلقاء ، قال ، ثم أخذ رمحا ثم خرج ، فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم ، قال : وجعل الناس يقولون : هذا ملك ، لما يرونه يصنع ، قال : وجعل سعد يقول : الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن ، وأبو محجن في القيد ، قال ، فلما هزم العدو رجع أبو محجن حتى وضع رجليه في القيد ، فأخبرت بنت خصفة سعدا بالذي كان من أمره ، قال : فقال سعد : والله لا أضرب اليوم رجلا أبلى الله المسلمين على يديه ما أبلاهم ، قال : فخلى سبيله ، قال : فقال أبو محجن : قد كنت أشربها حيث كان يقام علي الحد فأظهر منها ، فأما إذا بهرجتني فلا والله لا أشربها أبدا [ ص: 11 ]

                                                                                ( 5 ) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة قال ثنا حصين عن أبي وائل قال : جاء سعد بن أبي وقاص حين نزل القادسية ومعه الناس ، قال : فما أدري لعلنا أن لا نزيد على سبعة آلاف أو ثمانية آلاف : بين ذلك ، والمشركون ثلاثون ألفا أو نحو ذلك ، معهم الفيول ، قال : فلما نزلوا قالوا لنا : ارجعوا وإنا لا نرى لكم عددا ، ولا نرى لكم قوة ولا سلاحا ، فارجعوا ، قال : قلنا : ما نحن براجعين ، قال : وجعلوا يضحكون بنبلنا ويقولون : دوك يشبهونها بالمغازل ، قال : فلما أبينا عليهم قالوا : ابعثوا إلينا رجلا عاقلا يخبرنا بالذي جاء بكم من بلادكم ، فإنا لا نرى لكم عددا ولا عدة ، قال : فقال المغيرة بن شعبة : أنا ، قال : فعبر إليهم ، قال فجلس مع رستم على السرير ، قال فنخر ونخروا حين جلس معه على السرير ، قال : قال المغيرة : ما زادني في مجلسي هذا ولا نقص صاحبكم ، قال : فقال : أخبروني ما جاء بكم من بلادكم ، فإني لا أرى لكم عددا ولا عدة ، قال : فقال : كنا قوما في شقاء وضلالة فبعث الله فينا نبينا فهدانا الله على يديه ورزقنا على يديه ، فكان فيما رزقنا حبة زعموا أنها تنبت بهذه الأرض ، فلما أكلنا منها وأطعمنا منها أهلينا قالوا : لا خير لنا حتى تنزلوا هذه البلاد فنأكل هذه الحبة ، قال : فقال رستم : إذا نقتلكم ، قال : فإن قتلتمونا دخلنا الجنة ، وإن قتلناكم دخلتم النار ، وإلا أعطيتم الجزية ، قال : فلما قال " أعطيتم الجزية " قال : صاحو ونخروا وقالوا : لا صلح بيننا وبينكم ، قال : فقال المغيرة : أتعبرون إلينا أو نعبر إليكم ، قال : فقال رستم : بل نعبر إليكم ، قال فاستأخر منه المسلمون حتى عبر منهم من عبر ، قال : فحمل عليهم المسلمون فقتلوهم وهزموهم قال حصين : كان ملكهم رستم من أهل آذربيجان ، قال حصين : وسمعت شيخا منا يقال له عبيد بن جحش : قال : لقد رأيتنا نمشي على ظهور الرجال ، نعبر الخندق على ظهور الرجال ، ما مسهم سلاح ، قد قتل بعضهم بعضا ، قال : ووجدنا جرابا فيه كافور ، قال : فحسبناه ملحا لا نشك فيه أنه ملح قال : فطبخنا لحما فطرحنا منه فيه ، فلما لم نجد له طعما فمر بنا عبادي [ ص: 12 ] معه قميص ، قال : فقال : يا معشر المعبرين ، لا تفسدوا طعامكم فإن ملح هذه الأرض لا خير فيه ، هل لكم أن أعطيكم فيه هذا القميص ، قال : فأعطانا به قميصا ، فأعطيناه صاحبا لنا فلبسه ، قال : فجعلنا نطيف به ونعجب منه ، قال : فإذا ثمن القميص حين عرفنا الثياب درهمان ، قال : ولقد رأيتني أشرت إلى رجل وإن عليه لسوارين من ذهب وإن سلاحه تحت في قبر من تلك القبور ، وأشرت إليه فخرج إلينا ، قال : فما كلمناه حتى ضربنا عنقه ، فهزمناهم حتى بلغوا الفرات ، قال : فركبنا فطلبناهم فانهزموا حتى انتهوا إلى المدائن ، قال : فنزلنا كوثا ، قال : ومسلحة للمشركين بدير المسلاخ فأتتهم خيل المسلمين فتقاتلهم ، فانهزمت مسلحة المشركين حتى لحقوا بالمدائن ، وسار المسلمون حتى نزلوا على شاطئ دجلة ، وعبر طائفة من المسلمين من كلواذي من أسفل من المدائن فحصروهم حتى ما يجدون طعاما إلا كلابهم وسنانيرهم ، قال : فتحملوا في ليلة حتى أتوا جلولاء ، قال : فسار إليهم سعد بالناس وعلى مقدمته هاشم بن عتبة ، قال : وهو الوقعة التي كانت ، قال : فأهلكهم الله وانطلق فلهم إلى نهاوند ، قال : وقال أبو وائل : إن المشركين لما انهزموا من جلولاء أتوا نهاوند ، قال : فاستعمل عمر بن الخطاب على أهل الكوفة حذيفة بن اليمان ، وعلى أهل البصرة مجاشع بن مسعود السلمي ، قال : فأتى عمرو بن معدي كرب فقال له : أعطني فرسي وسلاح مثلي ، قال : نعم ، أعطيك من مالي ، قال : فقال له عمرو بن معدي كرب : والله لقد هاجيناكم وقاتلناكم فما أجبناكم ، وسألناكم فما أنجلناكم ، قال حصين : وكان النعمان بن مقرن على كسكر ، قال فكتب إلى عمر : يا أمير المؤمنين ، إن مثلي ومثل كسكر كمثل رجل شاب عند مومسة تلون له وتعطر ، وإني أنشدك بالله لما عزلتني عن كسكر ، وبعثتني في جيش من جيوش المسلمين ، قال : فكتب إليه : سر إلى الناس بنهاوند فأنت عليهم ، قال فسار إليهم فالتقوا ، فكان أول قتيل ، قال : وأخذ سويد بن مقرن الراية ففتح الله لهم وأهلك الله المشركين ، فلم يقم لهم جماعة بعد يومئذ ، قال : وكان أهل كل مصر [ ص: 13 ] يسيرون إلى عدوهم في بلادهم ، قال حصين : لما هزم المشركون من المدائن لحقهم بجلولاء ثم رجع وبعث عمار بن ياسر ، فسار حتى نزل المدائن ، قال : وأراد أن ينزلها بالناس ، فاجتواها الناس وكرهوها ، فبلغ عمر أن الناس كرهوها فسأل : هل يصلح بها الإبل ، قالوا : لا ، لأن بها البعوض ، قال : فقال عمر : فإن العرب لا تصلح بأرض لا يصلح بها الإبل ، قال : فارجعوا ، قال : فلقي سعد عباديا ، قال : فقال : أنا أدلكم على أرض ارتفعت من البقة وتطأطأت من السبخة وتوسطت الريف وطعنت في أنف التربة ، قال : أرض بين الحيرة والفرات .

                                                                                ( 6 ) حدثنا ابن أبي زائدة عن مجالد عن الشعبي قال : كتب عمر إلى سعد يوم القادسية : إني قد بعثت إليك أهل الحجاز وأهل اليمن ، فمن أدرك منهم القتال قبل أن يتفقئوا فأسهم لهم .

                                                                                ( 7 ) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن نعيم بن أبي قال : قال رجل يوم القادسية : اللهم إن حدبة سوداء بذيئة فزوجني اليوم من الحور العين ، ثم تقدم فقتل ، قال : فمروا عليه وهو معانق رجل عظيم .

                                                                                ( 8 ) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم قال : مروا على رجل يوم القادسية ، وقد قطعت يداه ورجلاه وهو يفحص وهو يقول : مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا قال فقال : من أنت يا عبد الله قال : أنا امرؤ من الأنصار .

                                                                                ( 9 ) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن سعد بن عبيدة عن البراء قال : أمرني عمر أن أنادي بالقادسية : لا ينبذ في دباء ولا حنتم ولا مزفت .

                                                                                ( 10 ) حدثنا أبو معاوية عن شفيق قال : جاءنا كتاب أبي بكر بالقادسية ، وكتب عبد الله بن الأرقم [ ص: 14 ]

                                                                                ( 11 ) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن الأسود بن قيس العبدي عن شبر بن علقمة قال : لما كان يوم القادسية قام رجل من أهل فارس فدعا إلى المبارزة فذكر من عظمه ، فقام إليه رجل قصير يقال له شبر بن علقمة ، قال : فقال له للفارسي هكذا يعني احتمله ثم ضرب به الأرض فصرعه ، قال : فأخذ شبر خنجرا كان مع الفارسي ، فقال به في بطنه هكذا يعني فحصحصه ، قال : ثم انقلب عليه فقتله ، ثم جاء بسلبه إلى سعد فقوم باثني عشر ألفا فنفله سعد .

                                                                                ( 12 ) حدثنا أبو الأحوص عن الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال : بارزت رجلا يوم القادسية من الأعاجم فقتلته وأخذت سلبه فأتيت به سعدا ، فخطب سعد أصحابه ثم قال : هذا سلب شبر وهو خير من اثني عشر ألف درهم ، وإنا قد نفلناه إياه .

                                                                                ( 13 ) حدثنا هشيم عن حصين عمن شهد القادسية قال : بينا رجل يغتسل إذ فحص له الماء والتراب عن لبنة من ذهب ، فأتى سعدا فأخبره فقال : اجعلها في غنائم المسلمين .

                                                                                ( 14 ) حدثنا عباد عن حصين عمن أدرك ذاك أن رجلا اشترى جارية من المغنم ، قال : فلما رأت أنها قد أخلصت له أخرجت حليا كثيرا كان معها ، قال : فقال الرجل : ما أدري ما هذا ، حتى أتى سعدا فسأله فقال : اجعله في غنائم المسلمين .

                                                                                ( 15 ) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن حبيب بن أبي ثابت عن الأسود بن مخرمة قال : باع سعد طستا بألف درهم من رجل من أهل الحيرة ، فقيل له : إن عمر بلغه هذا عنك فوجد عليك ، قال : فلم يزل يطلب إلى النصراني حتى رد عليه الطست وأخذ الألف .

                                                                                ( 16 ) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا الصباغ بن ثابت قال ثنا أشياخ الحي قال جرير بن عبد الله : لقد أتى على نهر القادسية ثلاث ساعات من النهار ما تجري إلا بالدم مما قتلنا من المشركين .

                                                                                ( 17 ) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حنش بن الحارث قال : سمعت أبي يذكر قال : قدمنا من اليمن ، نزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف في النخع ونظر إليهم فقال : يا معشر النخع ، إني أرى الشرف فيكم متربعا فعليكم بالعراق وجموع فارس ، فقلنا : يا [ ص: 15 ] أمير المؤمنين لا بل الشام نريد الهجرة إليها ، قال : لا بل العراق ، فإني قد رضيتها لكم ، قال : حتى قال بعضنا : يا أمير المؤمنين لا إكراه في الدين ، قال : فلا إكراه في الدين ، عليكم بالعراق ، قال : فيها جوع العجم ونحن ألفان وخمسمائة ، قال : فأتينا القادسية فقتل من النخع واحد ، وكذا وكذا رجلا من سائر الناس ثمانون ، فقال عمر : ما شأن النخع ، أصيبوا من بين سائر الناس ، أفر الناس عنهم ؟ قالوا : لا بل ولوا أعظم الأمر وحدهم .

                                                                                ( 18 ) حدثنا ابن إدريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال : مرت النخع بعمر فأقامهم فتصفحهم وهم ألفان وخمسمائة ، وعليهم رجل يقال له أرطاة ، فقال : إني لأرى الشرف فيكم متربعا سيروا إلى إخوانكم من أهل العراق ، فقالوا : بل نسير إلى الشام ، قال : سيروا إلى العراق ، فقالوا : لا إكراه في الدين ، فقال : سيروا إلى العراق ، فلما قدموا العراق جعلوا يسحبون المهر فيذبحونه ، فكتب إليهم : أصلحوا فإن في الأمر معقلا أو نفسا ، وسمعت أبا بكر بن عياش يقول : كانت بنو أسد يوم القادسية أربعمائة ، وكانت بجيلة ثلاثة آلاف ، وكانت النخع ألفين وثلاثمائة ، وكانت كندة نحو النخع ، وكانوا كلهم عشرة آلاف ، ولم تكن في القوم أحد أقل من مضر سمعت أبا بكر أن عمر فضلهم فأعطى بعضهم ألفين ، وبعضهم ستمائة ، وذكر أبو بكر بن عياش في قوله : فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال : أهل القادسية .

                                                                                ( 19 ) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة قال : كتب عمر إلى سعد وغيره من أمراء الكوفة : أما بعد فقد جاءني ما بين العذيب وحلوان ، وفي ذلكم ما يكفيكم إن اتقيتم وأصلحتم ، قال : وكتب : اجعلوا بينكم وبين العدو مفازة [ ص: 16 ]

                                                                                ( 20 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عون عن عبد الله قال : مر على رجل يوم القادسية وقد انتثر بطنه أو قصبه ، قال لبعض من مر عليه : ضم إلي منه أدنو قيد رمح أو رمحين في سبيل الله ، قال : فمر عليه وقد فعل .

                                                                                ( 21 ) حدثنا شريك عن أبي إسحاق قال : رأيت أصحاب عبيد يشربون نبيذ القادسية وفيهم عمرو بن ميمون .

                                                                                ( 22 ) حدثنا حميد عن حسن عن مطرف عن بعض أصحابه قال : اشترى طلحة بن عبيد الله أرضا من النشاستج ، نشاستج بني طلحة ، هذا الذي عند السيلحين ، فأتى عمر فذكر ذلك له فقال : إني اشتريت أرضا معجبة ؛ فقال له عمر : ممن اشتريتها ؟ أمن أهل الكوفة ؟ قال : اشتريتها من أهل القادسية ؟ قال عمر : وكيف اشتريتها من أهل القادسية كلهم ؟ قال : إنك لم تصنع شيئا ، إنما هي فيء .

                                                                                ( 23 ) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن ليث عمن يذكر أن أهل القادسية رغموا الأعاجم حتى قاتلوا ثلاثة أيام [ ص: 17 ]

                                                                                ( 24 ) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن حذيفة قال : اختلف رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا ، فقال الكوفي : نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذا وكذا ، وقال الشامي : نحن أصحاب يوم اليرموك ويوم كذا ويوم كذا ، فقال حذيفة : كلاكما لم يشهده الله ، هلك عاد وثمود ، ولم يؤامر الله فيهما إذا أهلكهما ، وما من قرية أحرى أن تدفع عظيمة عنها يعني الكوفة .

                                                                                ( 25 ) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة عن جرير بن رباح عن أبيه أنهم أصابوا قبرا بالمدائن ، فوجدوا فيه رجلا عليه ثياب منسوجة بالذهب ، ووجدوا معه مالا ، فأتوا به عمار بن ياسر فكتب فيه إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر : أن أعطهم ولا تنزعه .

                                                                                ( 26 ) حدثنا حفص عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله أن عمر استعمل السائب بن الأقرع على المدائن ، فبينما هو في مجلسه إذ أتي بمال من صفر كأنه رجل قائل بيديه هكذا وبسط يديه وقبض بعض أصابعه فقال : هذا لي ، هذا ما أفاء الله علي ، فكتب فيه إلى عمر فقال عمر : أنت عامل من عمال المسلمين ، فاجعله في بيت مال المسلمين .

                                                                                ( 27 ) حدثنا أبو داود الطيالسي عن حماد بن سلمة عن سماك عن النعمان بن حميد أن عمارا أصاب مغنما فقسم بعضه وكتب إلى عمر يشاوره قال : مانع الناس إلى قدوم الراكب .

                                                                                ( 28 ) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل عن شبل بن عوف : كان من أهل القادسية وكان يصفر لحيته .

                                                                                ( 29 ) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن ملحان بن سليمان بن ثروان قال : كان سلمان أمير المدائن ، فإذا كان يوم الجمعة قال يزيد : قم فذكر قومك .

                                                                                ( 30 ) حدثنا عفان قال ثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس قال : كان على ابن أم مكتوم يوم القادسية درع سابغ [ ص: 18 ]

                                                                                ( 31 ) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين عن محارب بن دثار عن ابن عمر قال : اختلفت أنا وسعد بالقادسية في المسح على الخفين .

                                                                                ( 32 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن إبراهيم قال : فر رجل من القادسية أو مهران أو بعض تلك المشاهد فأتى عمر فقال : إني قد هلكت فررت ، فقال عمر : كلا أنا فئتك .

                                                                                ( 33 ) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال ثنا الوليد عن سماك بن حرب قال : أدركت ألفين من بني أسد قد شهدوا القادسية في ألفين ألفين ، وكان راياتهما في يد سماك صاحب المسجد .

                                                                                ( 34 ) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول قال : سأل صبيح أبا عثمان النهدي وأنا أسمع فقال له : هل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، أسلمت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأديت إليه ثلاث صدقات ولم ألقه ، وغزوت على عهد عمر غزوات ، شهدت فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وآذربيجان ومهران ورستم ، فكنا نأكل السمن ونترك الودك ، فسألته عن الظروف فقالا : لم نكن نسأل عنها يعني طعام المشركين .

                                                                                ( 35 ) حدثنا عائذ بن حبيب عن أشعث عن الحكم عن إبراهيم قال : ضرب يوم القادسية للعبيد بسهامهم كما ضرب للأحرار .

                                                                                ( 36 ) حدثنا الفضل بن دكين عن جعفر عن ميمون قال : لما جاء وفد القادسية حبسهم ثلاثة أيام لم يأذن لهم ، ثم أذن لهم ، قال : يقولون : التقينا فهزمنا ، بل الله الذي هزم وفتح .

                                                                                ( 37 ) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا الصلت بن بهرام حدثنا جميع بن عمير الليثي عن عبد الله بن عمر قال : شهدت جلولاء فابتعت من الغنائم بأربعين ألفا ، فقدمت بها على عمر فقال : ما هذا ؟ قلت : ابتعت من الغنائم بأربعين ألفا ، فقال : يا صفية ، احفظي بما قدم به عبد الله بن عمر ، عزمت عليك أن لا تخرجي منه شيئا ، قالت : يا أمير المؤمنين ، وإن كانت غير طيب ، قال : ذاك لك ، قال : فقال لعبد الله بن عمر : أرأيت لو انطلق بي إلى [ ص: 19 ] النار أكنت مفتد قلت : نعم ولو بكل شيء أقدر عليه ، قال : فإني كأنني شاهدك يوم جلولاء وأنت تبايع ويقولون : هذا عبد الله بن عمر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين وأكرم أهله عليه ، وأنت كذلك قال : فإن يرخصوا عليك بمائة أحب إليهم من أن يغلوا عليك بدرهم ، وإني قاسم ، وسأعطيك من الربح أفضل ما يربح رجل من قريش ، أعطيك ربح الدرهم درهما ، قال : فخلى على سبعة أيام ثم دعا التجار فباعه بأربعمائة ألف ، فأعطاني ثمانين ألفا ، وبعث بثلاثمائة ألف وعشرين ألفا إلى سعد فقال : اقسم هذا المال بين الذين شهدوا الوقعة ، فإن كان مات فيهم أحد فابعث بنصيبه إلى ورثته .

                                                                                ( 38 ) حدثنا أبو المورع عن مجالد عن الشعبي قال ، لما فتح سعد جلولاء أصاب المسلمون ثلاثين ألف ألف ، قسم للفارس ثلاثة آلاف مثقال ، وللراجل ألف مثقال .

                                                                                ( 39 ) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أتي عمر بغنائم من غنائم جلولاء فيها ذهب وفضة ، فجعل يقسمها بين الناس ، فجاء ابن له يقال له عبد الرحمن فقال : يا أمير المؤمنين ، اكسني خاتما فقال : اذهب إلى أمك تسقيك شربة من سويق ، قال : فوالله ما أعطاه شيئا .

                                                                                ( 40 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن سعد قال : ثنا زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن الأرقم صاحب بيت مال المسلمين يقول لعمر بن الخطاب : يا أمير المؤمنين ، عندنا حلية من حلية جلولاء وآنية ذهب وفضة فر فيها رأيك ، فقال : إذا رأيتني فارغا فأتني ، فجاء يوما فقال : إني أراك اليوم فارغا يا أمير المؤمنين ، قال : ابسط لي نطعا في الجسر ، فبسط له نطعا ، ثم أتي بذلك المال فصب عليه فجاء فوقف عليه ثم قال : اللهم إنك ذكرت هذا المال فقلت : زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة وقلت لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينت لنا ، اللهم فاجعلني أنفقه في حق وأعوذ بك من شره [ ص: 20 ]

                                                                                ( 41 ) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسحاق عن سمرة بن جعونة العامري قال : أصبت قباء منسوجا بالذهب من ديباج يوم جلولاء فأردت بيعه فألقيته على منكبي ، فمررت بعبد الله بن عمر فقال : تبيع القباء ؟ قلت : نعم قال بكم ؟ قلت : بثلاثمائة درهم ، قال : إن ثوبك لا يساوي ذلك ، وإن شئت أخذت ، قلت : قد شئت ، قال : فأخذه .

                                                                                ( 42 ) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال : ثنا حبان عن مجالد عن الشعبي : قال أتي عمر من جلولاء بستة ألف ألف ، ففرض العطاء .

                                                                                ( 43 ) حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد الله قال ثنا الحكم بن الأعرج قال : سألت ابن عمر عن المسح على الخفين ، قال : اختلفت أنا وسعد في ذلك ونحن بجلولاء .

                                                                                ( 44 ) حدثنا محمد بن فضيل عن وقاء بن إياس الأسدي عن أبي ظبيان قال : كنا مع سلمان في غزاة إما في جلولاء وإما في نهاوند قال : فمر رجل وقد جنى فاكهة ، فجعل يقسمها بين أصحابه ، فمر سلمان فسبه ، فرد على سلمان وهو لا يعرفه ، قال : فقيل : هذا سلمان ، قال : فرجع إلى سلمان يعتذر إليه قال : فقال له الرجل : ما يحل لنا من أهل الذمة يا أبا عبد الله ؟ قال : ثلاث : من عماك إلى هداك ، ومن فقرك إلى غناك ، وإذا صحبت الصاحب منهم تأكل من طعامه ويأكل من طعامك ويركب دابتك في أن لا تصرفه عن وجه يريده .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية