الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4852 [ 2873 ] وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وأزيد ، ومن جاء بالسيئة فجزاؤه سيئة مثلها أو أغفر ، ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا ، ومن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة ، ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة .

                                                                                              وفي رواية " أو أزيد " بزيادة ألف .

                                                                                              رواه مسلم (2687) .

                                                                                              [ ص: 345 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 345 ] و (قوله " يقول الله : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، وأزيد " ) مفتوح الهمزة مكسور الزاي مضموم الدال على أنه فعل مضارع ، وكذا رويته ، وقد روي هذا الحرف بالواو الجامعة وبأو التي معناها أحد الشيئين ، وهو إشارة إلى معنى قوله تعالى : والله يضاعف لمن يشاء [ البقرة : 261 ] والحسنة تعم الحسنات كلها ، فأي حسنة عملها المسلم ضوعف ثوابها كذلك ، ولا معنى لقول من قصرها على بعض الحسنات دون بعض فإنه تحكم مخالف للفظ العام والكرم التام ، وقد تقدم الكلام على قوله " من أتاني يمشي أتيته هرولة " وأن ذلك تمثيل .

                                                                                              و (قوله " ومن لقيني بقراب الأرض خطيئة لقيته بمثلها مغفرة ") ، قراب الأرض : قدر ملئها ، وهو بكسر القاف ، وأصله الوعاء ، ومنه قراب السيف ، وهو في هذا الحديث مثل .




                                                                                              الخدمات العلمية