الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      وهذه الآية تدل على أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم من الغيب إلا ما علمه الله ، وقد أمره تعالى أن يقول إنه لا يعلم الغيب في قوله في " الأنعام " : قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب [ ص: 46 ] [ 50 ] ، وقال : عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول الآية [ 62 \ 26 ، 27 ] ، وقال : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله الآية [ 27 \ 65 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      والمراد بالخير في هذه الآية الكريمة قيل : المال ، ويدل على ذلك كثرة ورود الخير بمعنى المال في القرآن كقوله تعالى : وإنه لحب الخير لشديد [ 100 \ 8 ] ، وقوله : إن ترك خيرا [ 2 \ 180 ] ، وقوله : قل ما أنفقتم من خير الآية [ 2 \ 215 ] ، إلى غير ذلك من الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : المراد بالخير فيها العمل الصالح كما قاله مجاهد وغيره ، والصحيح الأول لأنه صلى الله عليه وسلم مستكثر جدا من الخير الذي هو العمل الصالح ; لأن عمله صلى الله عليه وسلم كان ديمة ، وفي رواية كان إذا عمل عملا أثبته .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية