الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

حاشية الدسوقي على الشرح الكبير

الدسوقي - محمد بن أحمد بن عرفة الدسوقي

صفحة جزء
( وأنفق في فرس ) أي عليها وقف في سبيل الله ( لكغزو ) ورباط وعلى نحو مسجد ( من بيت المال ) ولا يلزم المحبس ولا المحبس عليه نفقة ولا تؤجر واحترز بقوله لكغزو عما إذا كان وقفا على معين فإنه ينفق عليه من عنده كما قال اللخمي ( فإن عدم ) بيت المال ، أو لم يوصل إليه ( بيع ) الفرس ( و عوض به ) أي بدله ( سلاح ) ونحوه مما لا يحتاج لنفقة ( كما ) يباع الفرس الحبس ( لو كلب ) بكسر اللام أي أصابه الكلب وهو داء يعتري الخيل كالجنون بحيث لا ينتفع به فيما حبس فيه وهو الغزو ويمكن الانتفاع به في غيره كالطاحون فإنه يباع ويجعل في مثله ، أو شقصه وليس المراد أنه يعوض به سلاح فالتشبيه ليس بتام ولو حذفه واستغنى عنه بما بعده لسلم من إيهام تمام التشبيه .

التالي السابق


( قوله : لكغزو ) أي سواء وقفت على معين يغزو عليها أم لا . ( قوله : ورباط وعلى نحو مسجد ) أي أن الفرس موقوف على الرباط ، أو المسجد لنقل أتربته ، أو حمل أخشاب مثلا إليه . ( قوله : عما إذا كان وقفا على معين ) يعني في غير الجهاد بأن وقف على معين ينتفع به في أمور نفسه . ( قوله : من عنده ) أي إن قبلها على ذلك ، وإلا فلا شيء له . ( قوله : كما في اللخمي ) أي وهذه الطريقة هي المعتمدة وفي التوضيح طريقة أخرى وحاصلها أن الفرس إذا كان وقفا على معين - يعني على غير الجهاد والرباط - فإنه ينفق عليه من غلته . ( قوله : وعوض به سلاح إلخ ) أي لأنه أقرب لغرض الواقف ولا يعوض به مثل ما بيع ولا شقصه ; لأنه يحتاج لنفقة ولم يوجد ما يؤخذ منه فقوله بعد : وبيع ما لا ينتفع به إلخ هذا في غير ما بيع لعدم النفقة . ( قوله : الفرس الحبس ) أي الذي حبس على الغزو عليه . ( قوله : وليس المراد أنه يعوض به سلاح ) أي كما قال الشارح بهرام وتبعه تت . ( قوله : ولو حذفه ) أي قوله كما لو كلب . ( قوله : بما بعده ) أي وهو قوله : وبيع ما لا ينتفع به إلخ . ( قوله : لسلم من إيهام تمام التشبيه ) أي الذي هو الأصل فيه وإن كان تمامه غير مراد هنا .




الخدمات العلمية