الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما ( 30 ) يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما ( 31 ) ) .

يقول تعالى ذكره : ( وما تشاءون ) اتخاذ السبيل إلى ربكم أيها الناس ( إلا أن يشاء الله ) ذلك لكم لأن الأمر إليه لا إليكم ، وهو في قراءة عبد الله فيما ذكر ( وما تشاءون إلا ما شاء الله ) .

وقوله ( إن الله كان عليما حكيما ) فلن يعدو منكم أحد ما سبق له في علمه بتدبيركم .

وقوله : ( يدخل من يشاء في رحمته ) يقول : يدخل ربكم من يشاء منكم في رحمته ، فيتوب عليه حتى يموت تائبا من ضلالته ، فيغفر له ذنوبه ، ويدخله جنته ( والظالمين أعد لهم عذابا أليما ) يقول : الذين ظلموا أنفسهم ، فماتوا على شركهم ، أعد لهم في الآخرة عذابا مؤلما موجعا ، وهو عذاب جهنم . ونصب قوله : ( والظالمين ) [ ص: 120 ] لأن الواو ظرف لأعد ، والمعنى : وأعد للظالمين عذابا أليما . وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله : ( وللظالمين أعد لهم ) بتكرير اللام ، وقد تفعل العرب ذلك ، وينشد لبعضهم :


أقول لها إذا سألت طلاقا إلام تسارعين إلى فراقي ؟



ولآخر :


فأصبحن لا يسألنه عن بما به     أصعد في غاوي الهوى أم تصوبا ؟



بتكرير الباء ، وإنما الكلام لا يسألنه عما به .

آخر تفسير سورة الإنسان .

التالي السابق


الخدمات العلمية