الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  أبو سعد الأزدي عن زيد بن أرقم

                                                                  5041 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ( ح ) .

                                                                  [ ص: 187 ] وحدثنا أبو خليفة ، ثنا علي بن المديني ، قالا : ثنا عبيد الله بن موسى ، ثنا إسرائيل ، عن السدي ، عن أبي سعد الأزدي ، ثنا زيد بن أرقم ، قال : غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان معنا أناس من الأعراب يسبقونا ، فسبق الأعرابي أصحابه يملأ الحوض ويجعل حوله حجارة ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، وأتى رجل من الأنصار أعرابيا ، فأرخى زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه ، فانتزع حجرا فغاض الماء ومع الأعرابي خشبة ، فضرب بها رأس الأنصاري فشجه فأتى عبد الله بن أبي رأس المنافقين فأخبره ، وكان من أصحابه فغضب عبد الله بن أبي ، ثم قال : " لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله " يعني الأعراب ، وكانوا يحضرون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الطعام ، فقال عبد الله لأصحابه : إذا انفضوا من عند محمد ائتوا محمدا بالطعام ، فليأكل هو ومن عنده ، ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى المدينة فليخرج الأعز منكم الأذل ، قال زيد : وأنا رديف عمي رضي الله عنه ، قال : فسمعت عبد الله بن أبي ، وكنا أخواله ، فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلف وجحد ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكذبني ، فجاء عمي ، فقال : ما أردت إلا أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذبك المسلمون ، فوقع علي من الهم ما لم يقع على أحد قط فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر قد خفقت برأسي من الهم " وإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فعرك أذني وضحك في وجهي " ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا ، ثم إن أبا بكر لحقني ، فقال : ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : " ما قال لي شيئا إلا أن عرك أذني وضحك في وجهي " ، قال : أبشر ، ثم لحقني عمر ، فقلت له مثل قولي لأبي بكر ، " فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة المنافقين " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية