الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2617 حدثنا ابن أبي عمر حدثنا عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان فإن الله تعالى يقول إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة الآية قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن عمرو بن الحارث ) الأنصاري مولاهم المصري ( عن دراج ) بفتح الدال المهملة وشدة الراء آخره جيم ( أبي السمح ) بمهملتين الأولى مفتوحة والميم ساكنة قيل اسمه عبد الرحمن ودراج لقب السهمي مولاهم المصري القاص صدوق ، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف من الرابعة .

                                                                                                          قوله : ( إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد ) أي يخدمه ويعمره ، وقيل المراد التردد إليه في إقامة الصلاة وجماعته وهذا هو التعهد الحقيقي وهو عمارته صورة ( فاشهدوا له بالإيمان ) أي بأنه مؤمن . قال الطيبي : التعهد والتعاهد الحفظ بالشيء ، وورد في بعض الروايات وهي رواية للترمذي : يعتاد بدل يتعاهد وهو أقوى سندا ، وأوفق معنى لشموله جميع ما يناط به المسجد من العمارة واعتياد الصلاة وغيرها ، ألا ترى إلى ما أشهد به النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله فاشهدوا له ، أي اقطعوا له القول بالإيمان لأن الشهادة قول صدر عن مواطأة القلب على القطع . وقال ابن حجر : بل التعهد أولى لأنه مع شموله لذلك يشمل تعهدها بالحفظ والعمارة والكنس والتطييب وغير ذلك كما يدل عليه استشهاده -عليه السلام- بالآية الآتية كذا في المرقاة قلت : رواية الترمذي التي فيها " يعتاد " أخرجها هو في التفسير ( إنما يعمر مساجد الله ) أي بإنشائها أو ترميمها أو إحيائها بالعبادة [ ص: 307 ] والدروس قال صاحب الكشاف : عمارتها كنسها وتنظيفها وتنويرها بالمصابيح وتعظيمها واعتيادها للعبادة والذكر ، وصيانتها عما لم تبن له المساجد من حديث الدنيا فضلا عن فضول الحديث ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه ابن ماجه والدارمي وابن خزيمة والحاكم وقال صحيح . وقال الذهبي : في إسناده دراج وهو كثير المناكير نقله ميرك عن التخريج .




                                                                                                          الخدمات العلمية