الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5799 ) فصل : إذا قال الأب : طلق ابنتي ، وأنت بريء من صداقها . فطلقها ، وقع الطلاق رجعيا ، ولم يبرأ من شيء ، ولم يرجع على الأب ، ولم يضمن له ; لأنه أبرأه مما ليس له الإبراء منه ، فأشبه الأجنبي . قال القاضي : وقد قال أحمد : إنه يرجع على الأب . قال وهذا محمول على أن الزوج كان جاهلا بأن إبراء الأب لا يصح ، فكان له الرجوع عليه ; لأنه غره ، فرجع عليه ، كما لو غره فزوجه معيبة ، وإن علم أن إبراء الأب لا يصح ، لم يرجع بشيء ، ويقع الطلاق رجعيا ; لأنه خلا عن العوض . وفي الموضع الذي يرجع ، عليه ، يقع الطلاق بائنا ; لأنه بعوض .

                                                                                                                                            فإن قال الزوج : هي طالق إن أبرأتني من صداقها . فقالت : قد أبرأتك . لم يقع الطلاق ; لأنه لا يبرأ . وروي عن أحمد ، أن الطلاق واقع . فيحتمل أنه أوقعه إذا قصد الزوج تعليق الطلاق على مجرد التلفظ بالإبراء ، دون حقيقة البراءة . وإن قال الزوج : هي طالق إن برئت من صداقها . لم يقع ; لأنه علقه على شرط ولم يوجد . وإن قال الأب : طلقها على ألف من مالها ، وعلي الدرك . فطلقها ، طلقت بائنا ; لأنه بعوض ، وهو ما لزم الأب من ضمان الدرك ، ولا يملك الألف ; لأنه ليس له بذلها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية