الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                صفحة جزء
                                                                                5032 ( 49 ) يحيى بن جعدة

                                                                                ( 1 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر قال حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال : كان يقال : اعمل وأنت مشفق ودع العمل وأنت تشتهيه ، عمل صالح قليل تدوم عليه .

                                                                                ( 2 ) حدثنا يحيى بن سعيد وابن مهدي عن سفيان عن حبيب عن يحيى بن جعدة قال يحيى بن جعدة قال يحيى : إذا سجد ، وقال ابن مهدي : إذا وضع الرجل جبهته فقد برئ من الكبر .

                                                                                ( 3 ) حدثنا وكيع عن الأعمش قال : سمعتهم يذكرون عن شريح أنه رأى جيرانا له تحولوا ، فقال : ما لكم ، قالوا : فزعنا ، قال : وبهذا أمر الفزع .

                                                                                ( 4 ) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : إن أيسر النسك اللباس والمشية .

                                                                                ( 5 ) حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبو سنان قال : اشتكى عبد الله بن أبي الهذيل يوما ذنوبه فقال له رجل : يا أبا المغيرة ، ألست التقي ، قال : فقال : اللهم إن عبدك هذا أراد أن يتقرب إلي وإني أشهدك على مقته .

                                                                                ( 6 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش قال : أتيت فقيل لي : قد مات أخوك ، فجئت سريعا وقد سجي بثوبه ، فأنا عند رأس أخي أستغفر له وأسترجع إذ كشف الثوب عن وجهه فقال : السلام عليكم ، فقلنا : وعليك السلام سبحان الله ، قال : سبحان الله إني قدمت على الله بعدكم فتلقيت بروح وريحان ورب غير غضبان ، وكساني ثيابا خضرا من سندس وإستبرق ، ووجدت الأمر أيسر مما تظنون ، ولا تتكلوا ، وإني أستأذنت ربي أخبركم وأبشركم ، [ ص: 227 ] احملوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه عهد إلي أن لا أبرح حتى آتيه ، ثم طفئ مكانه ، قال : وأخذ حصاة فرمى بها ، قال : فما أدري أهو كان أسرع أم هذه .

                                                                                ( 7 ) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن أبي عون قال : كان أهل الخير إذا التقوا يوصي بعضهم بعضا بثلاث ، وإذا غابوا كتب بعضهم إلى بعض " من عمل لآخرته كفاه الله دنياه ، ومن أصلح فيما بينه وبين الله كفاه الله الناس ، ومن أصلح سره أصلح الله علانيته .

                                                                                ( 8 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة عن الأعمش عن عبد الله بن سنان أنه رأى صاحبا له في النوم فقال : أي شيء رأيت أفضل حين اطلعت الأمر ؟ قال : سجدات المسجد .

                                                                                ( 9 ) حدثنا عبد الله بن إدريس عن طعمة عن عبد الله بن عيسى قال : كان فيمن كان قبلكم رجل عبد الله أربعين سنة في البر ، ثم قال : يا رب قد اشتقت أن أعبدك في البحر ، فأتى قوم فاستحملهم فحملوه ، وجرت بهم سفينتهم ما شاء الله أن تجري ، ثم قامت فإذا شجرة في ناحية الماء ، قال : فقال : ضعوني على هذه الشجرة ، قال : فقالوا ، ما يعيشك على هذه ؟ قال : إنما استحملتكم فضعوني حيث أريد ، فوضعوه وجرت بهم سفينتهم ، فأراد ملك أن يعرج إلى السماء فتكلم بكلامه الذي كان يعرج به فلم يقدر على ذلك ، فعلم أن ذلك لخطيئة كانت منه ، فأتى صاحب الشجرة فسأله أن يشفع له إلى ربه ، قال : فصلى ودعا للملك ، قال وطلب إلى ربه أن يكون هو يقبض نفسه ليكون أهون عليه من ملك الموت ، فأتاه حين حضر أجله فقال : إني طلبت إلى ربي أن يشفعني فيك كما شفعك في ، وأن أكون أنا أقبض نفسك ، فمن حيث شئت قبضتها قال : فسجد سجدة فخرجت دمعة من عينه فمات .

                                                                                التالي السابق


                                                                                الخدمات العلمية