الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أول من تكلم بالقدر وبيان موقف الصحابة في القدر

قال : كان أول من تكلم بالبصرة في القدر : معبد الجهني ، فانطلقت أنا ، وحميد بن عبد الرحمن الحميري ، حاجين ، أو معتمرين ، فقلنا : لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر .

فوفق الله لنا عبد الله بن عمر داخلا المسجد ، فاكتنفته أنا ، وصاحبي ، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلي ، فقلت : أبا عبد الرحمن! إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرؤون القرآن ، ويتقفرون العلم ، يزعمون أن لا قدر ، والأمر أنف .

فقال : إذا لقيت أولئك ، فأخبرهم أني بريء منهم ، وأنهم براء مني . والذي يحلف به عبد الله بن عمر! لو أن لأحدهم . . . إلخ
.

ثم قال : حدثني عمر بن الخطاب ، فذكر حديث جبريل المشهور في السؤال [ ص: 165 ] عن الإسلام ، والإيمان ، والإحسان ، وفيه ما تقدم من استدلاله به .

ففي هذا الحديث : أن الإيمان بالقدر من أصول الإيمان .

فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره ، فقد ترك أصلا من أصول الدين ، وجحده ، وشابه من قال الله فيه : أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض [البقرة : 85] . انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية