الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في عجز الفقير والمريض عن الزكاة]

                                                                                                                                                                                        وإذا كان الفقير أو المسكين غير قادر على الاكتساب لزمانة ، أو ضرارة بصر ، أو صغر ، أو شيخوخة أعطي من الزكاة .

                                                                                                                                                                                        واختلف إذا كان شابا صحيحا ، فأجاز مالك في مختصر ما ليس في المختصر : أن يعطى ، وقال يحيى بن عمر : لا يعطى وإن فعل فلا يجزئه ؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي" . وقال في حديث آخر : "ولا لقوي مكتسب" فاقتضى الحديث الأول المنع لوجود الصحة ، لا [ ص: 968 ] أكثر من ذلك . وأما قوله : مكتسب ؛ فيحتمل أن يريد به من له قوة على الاكتساب بصحة بدنه ، أو لأن له صناعة ، والصحيح على خمسة أوجه : فمن كانت له صناعة فيها كفاية لمؤنته ، ومؤنة عياله ؛ لم يعط ، ولا فرق بين أن يكون غنيا بمال ، أو صنعة يقوم منها عيشه فيها كفاية . وإن لم تكن فيها كفاية ؛ أعطي ما يكون تمام الكفاية إلى ما يجد . وإن كسدت صناعته ؛ كان كالزمن . وإن لم تكن له صناعة ، ولا يجد في الموضع ما يحترف فيه ، أعطي الزكاة . وإن كان يجد ما يحترف فيه لو تكلف ذلك ، كان موضع الخلاف ، فأجيز له الأخذ بالقرآن ؛ لأنه فقير ، ومنع للحديث .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية